استغاثات متتالية من أهالي سوهاج حين اشتدت الأزمة في بداية الموجة الأولى من فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، أنباء تتوارد عن مرضى يبحثون عن أسرة في المستشفيات دون جدوى بعد أن امتلأت بالكامل، ومصابين في العزل المنزلي لايجدون من يداويهم.
ظروف طارئة غيرت مسار يوم «أحمد» الذي اعتاد مغادرة منزله باكرًا للذهاب إلى عمله، حرص على أن يكون واحدًا من الفاعلين في مواجهة الأزمة ومساندة الأهالي قدر استطاعته، راح يجوب الشوارع -رغم ارتفاع حرارة الشمس- يتنقل من منزل لآخر لإنقاذ الحالات الحرجة، تجلت في شهامته العبارة الشهيرة «المِحن كاشفة للمعادن».
من الهندسة إلى دعم مصابي كورونا
«مهنتي في الأصل مهندس بس وقت الأزمة كان لازم أعمل حاجة أساعد بيها أهل بلدي»، هكذا يقول أحمد خالد، صاحب مبادرة«رفقاء الخير» لمساعدة المصابين بكورونا في سوهاج في بداية حديثه لـ«الوطن»، أطلقها في أبريل من العام الماضي ولاتزال مستمرة حتى الآن، وبات يقضي ساعات يومه بين المرضى الذين يجد في راحتهم دفعة معنوية له لاستكمال مهمته الإنسانية.
عشرات من أنابيب الأكسجين الطبي ومئات من الشنط التي تحوى المستلزمات الطبية التي يحتاجها مصابي كورونا في العزل المنزلي، باتت متوفر مجانا لأهالي محافظة سوهاج، بالتنسيق بين الشاب العشريني ومديرية صحة سوهاج التي أمدته بتصاريح للتحرك بحرية خلال ساعات الحظر الذي أقرته الحكومة في الموجة الأولى.
انتشرت المبادرة إلى كافة مراكز سوهاج وقراها
ذاع صيت مبادرة الشاب السوهاجي في كافة مراكز المحافظة وقراها، وانضم إليه عشرات الشباب وطواثم الأطباء والتمريض متطوعين بتقديم شتى أنواع المساعدة،«بنوصل علاج للبيوت وأنابيب أكسجين ومعانا فريق تمريض بيركب محاليل وكانولا وبيتابع حالة المريض لحد التعافي»، وبحسب وصف«أحمد» يتم إجراء أشعة مقطعية ومسحات وكل ما يلزم لمتابعة المصاب مجانا دون أي مقابل.
دخلت البلاد في ذروة الموجة الثانية وكانت سوهاج في صدارة المحافظات الأكثر عددا في إصابات كورونا على مستوى الجمهورية، بحسب إحصائيات وزارة الصحة، واستمر أحمد ورفقاء الخير في مساعدة مصابي العزل المنزلي،«محافظتنا بقت مليانة مصابين والناس بتستغيث كل وقت وسعنا شبكة المبادرة وبقى لينا شبكة متطوعين في كل مركز يوصل لكل قرية»، حتى وصل عددهم إلى 99 متطوع ومتطوعة من بينهم طواقم تمريض وأطباء يقدمون الاستشارات الطبية والرعاية اللازمة للمرضى.
تبرعات عينية ومادية من الأهالي لشراء المستلزمات الطبية
ثقة متبادلة بين «أحمد» والمتطوعين معه في المبادرة الخيرية كانت سببًا في قدوم التبرعات العينية والمادية لهم، وضعها أهالي سوهاج باسم المبادرة الخيرية لشراء الاحتياجات اللازمة لمساعدة أهل محافظتهم،«من فلوس التبرعات وسعنا نشاطنا وبقينا معانا 150 أسطوانة أكسجين»، بحسب رواية مؤسس مبادرة رفقاء الخير بسوهاج.
واشتدت الأزمة في سوهاج بحلول شهر رمضان، بادر«أحمد» والمتطوعين معه بتوصيل وجبات طعام لأفراد الجيش الأبيض والمرضى في مستشفيات العزل بسوهاج، «مش هنوقف شغل لحد ما نطمن على أخر مصاب في بلدنا».
تعليقات الفيسبوك