«بهية» حاملة صنية الأكل في حادث قطار بنها
ضمن مشاهد حادث قطار بنها العديدة، تصدر مشهد سيدة تحمل صينية تمتلئ بأصناف مختلفة من الأطعمة، وتسير وسط المصابين والمارة، صفحات «فيسبوك»، ليظل هذا المشهد عالقًا في أذهان الجميع، يروي بطولة كبرى لهذه السيدة، التي لم تجلس في منزلها لتتابع مسلسلات رمضان، ولكن كل ما شغل بالها منذ وقوع حادث قطار بنها، هو حرصها على إطعام الصائمين من ركاب ومصابي القطار.
تعمل السيدة هنية طه أحمد، عاملة نظافة في عيادة أسنان بقرية كفر المحلة بمحافظة بنها، إذ يوجد منزلها على السكة الحديد، حيث وقع حادث قطار بنها، وحينها كانت قادمة من عملها، ورأت الحادث أمام عينيها، فتحركت مُسرعة إلى بيتها لتجلب المياه لمساعدة المصابين، ولأول مرة تجد نفسها في موقف هكذا: «أنا بطبيعتي بخاف من المواقف دي وجسمي بيرتعش، بس النهارده ماخوفتش، روحت البيت جري وجبت الميه ونزلت وسط الناس، ومنهم اللي بنشربه واللي بنغسله وشه».
وبعد أن أسعفت «هنية» المصابين بالمياه في حادث قطار بنها، عادت إلى بيتها بهمة ونشاط ودون تردد، وقامت سريعًا بتجهيز بعض الأطعمة المتواجدة في بيتها، وقبل آذان المغرب مباشرة، نزلت إلى المصابين، «نزلت بالفطار ومرضتش أمشي غير لما الناس كلها كلت، ومافطرتش قبل صلاة العشاء، لما المصابين أكلوا وخلصوا».
«معدن المصريين بيظهر في الأزمات»، كلمات قالتها السيدة هنية، وهي تشرح من خلالها سبب إقبالها على حمل صينية الأكل للمصابين، مؤكدة أن تصرفها طبيعي لأنها مصرية وتعرف معنى الشهامة، وهي الوحيدة التي جهزت الطعام للمصابين: «شايفاه تصرف طبيعي أي حد هيعمله، بس مافيش حد غيري اللي عمل أكل للمصابين، في ناس جهزت عصير ومياه، بس أنا اللي عملت الأكل».
ولم تر «هنية» انتشار صورتها على مواقع التواصل الاجتماعي: «ماعييش تليفون فيه نت»، ولكنها علمت بانتشار قصتها بعد أدائها صلاة التراويح: «بعد الصلاة حد قالي إني طالعة على النت وأنا شايلة صينية الأكل».
اقرأ أيضا: مطعم يقدم وجبات ومشروبات مجانية لمتضرري قطار بنها
ولا تنتظر السيدة شهرة أو تكريم أو أجر من أحد، فما فعلته في حادث قطار بنها كان الصواب في وقت الأزمات: «مش مستنية شهرة أو أجر من حد، أنا باخد الأجر من ربنا في أي موقف زي ده لازم نقف جنب بعض عشان نعديها».
تعليقات الفيسبوك