نحن أحوج ما نكون الآن إلى ضرورة تفعيل القوانين والقرارات من أجل ردع المخالفين والمهملين والمقصرين الذين يعرضون حياة الآخرين للخطر، بعد أن كثرت حوادث الطرق والقطارات وزادت الحرائق فى المخازن والجراجات وانهارت العمارات وأصبح الإهمال هو سيد الموقف، وأثر ذلك على كل شىء خاصة السياحة فبعد أن تعافينا من الإرهاب الأسود طل علينا شبح آخر للإهمال يتسبب فى خسائر كبيرة وأصبح من الصعب أن نحقق مستقبلاً أفضل لبلادنا فى ظل هذا الإهمال واللامبالاة والفساد وأصبح المواطن لا يشعر بالأمان على حياته واستثماراته.
لذا.. فقد آن الأوان أن يتم عمل تعديل فى نظام شغل جميع الوظائف التى تؤثر على حياة المواطنين واختيار المؤهَّل والمناسب والأفضل لكل وظيفة بما فيها الوظائف البسيطة وإعادة النظر فى مستوى تعليمهم وتأهيلهم لشغل الوظائف بما يتناسب مع التكنولوجيا الحديثة.
فالجميع يعلم أن معظم الدول المتقدمة فى مستوى التعليم مثل أوروبا، نجد أن الجميع متعلم ومؤهَّل حتى عامل النظافة وعامل الزراعة والكثير منهم حاصل على شهادات جامعية ويقبلون على هذه الوظائف من أجل الراتب العالى المخصص للوظيفة.. علشان كده بتلاقى عندهم أيضاً أن سائق الشاحنة مؤهل عالى وسائق القطار مؤهل عالى وده بيزيد الأمان وبيقلل نسبة البطالة وبيساعد على الاهتمام بالتعليم وعدم التسرب من التعليم لأنه مش هيعرف يشتغل إلا إذا كان حاصل على مستوى تعليمى أفضل.
لذلك أصبح من الضرورى أيضاً إلى جانب تفعيل القوانين وردع المخالفين والمقصرين أن تتم إعادة النظر فى اختيار العاملين فى الدولة ومستوى تعليمهم وتأهيلهم لشغل الوظائف حتى البسيط منها بما يتناسب مع التكنولوجيا الحديثة ومدى خطورة الوظيفة على حياة الناس وعمل تعديل فى نوعية المؤهلات والتدريب لشَغل جميع الوظائف العامة والخاصة من أجل اختيار الشخص المناسب والمؤهل المناسب والأفضل لكل وظيفة حفاظاً على حياة المواطنين والسائحين وعلى سمعة مصر.
فمع احترامى للجميع ولكل المؤهلات لم يعد من اللائق ولا من المقبول فى القرن الواحد والعشرين ومع كل هذا التطور التكنولوجى، أن نستمر بنفس الضوابط القديمة وأن يكون سائق القطار حاصلاً على مؤهل متوسط، وسائق الشاحنة أو سائق أوتوبيس السياحة حاصلاً على شهادة محو الأمية، ويجب أيضاً ألا يكون أمين الشرطة حاصلاً على الإعدادية وعندنا هذا الكم من حملة المؤهلات بدون عمل ويتمنون أن يجدوا فرصة عمل شريفة فى أى مجال.
فى الحقيقة إحنا بكده بنشجع المواطن إنه مايكملش تعليم ويروح يشتغل موظف بالإعدادية أو سائق توك توك وينتظر فرصة علشان يشتغل سائق أوتوبيس سياحة بمحو الأمية.. وممكن كمان يدخل المجلس المحلى بالكوتة 50% عمال وفلاحين علشان يراقب ويسائل ويحاسب الحكومة المحلية ويشرَّع لهم كمان.. مع احترامى لكل من لم يحرك ساكناً ويطلب التعديل والتغيير من أجل زيادة الأمن والأمان ولكى يصبح لكل وظيفة مؤهل أفضل جديد مناسب يليق بمستقبل أفضل لبلادنا.
وإلا فكيف تعود السياحة إلى طبيعتها مع كل هذه الحوادث وكل هذا الإهمال واللامبالاة، ودون النظر إلى المستوى التعليمى لبعض العاملين المسئولين عن أرواح المواطنين وخدماتهم وتأمينهم، ودون إصلاح المنظومة البشرية بما فيها من ترهل وفساد وإخوان.
الحِمل ثقيل لكن مصر بخير وتستطيع وستظل دائماً فوق الجميع.
قلوبنا مع السيد الرئيس، ودعواتنا له بأن يوفقه الله فى إصلاح ما أفسده الزمن.