لم تكن زينب أحمد تدري أنها على موعد مع السعادة والفوز بـ100 ألف جنيه، عندما خرجت من قريتها بمركز الفشن بمحافظة بني سويف كي تتلقى العلاج بعدما أصيبت منذ عامين بمرض السرطان، والذي أدى إلى استئصال ثديها الأيسر بعد معاناة طويلة، حتى قرر الطبيب إجراء جراحة في محاولة منه للسيطرة على المرض، ولكن دون جدوى، حيث أصيبت بنوع آخر من السرطان أصاب الغضاريف.
زينب هزمت السرطان وحفظت القرآن وكسبت 100 ألف جنيه
جاءت «زينب» إلى محافظة القاهرة محملة بأمل الشفاء والعودة مجددًا إلى قريتها وهي تحمل رسائل سعيدة، ولكن شاءت الأقدار أن تأتي، ولكن دون جدوى، فالطبيب لم يحضر بعد، وأبلغ الممرض أنه لن يأت نظرًا لظروف صحية طرأت عليه.
هنا قرر «إبراهيم» شقيق «زينب» أن يصطحبها مره أخرى إلى القرية، وذلك لأنها تعاني من فقدان البصر الذي لازمها منذ صغرها وحرمها من نعم كثيرة بحسب وصفها، ولكنها قابلته بصدر رحب، ولم تشكو يومًا لأحد ما بها من ألم: «كنت جاية أكشف لأني مبقدرش اخد نفسي، السرطان مبهدلني، وجيبت أخويا إبراهيم معايا، لأني كفيفة معرفش أمشي لوحدي، ولما عرفنا إن الدكتور مجاش، قولت مليش نصيب، هرجع تاني البلد وأبقى أجيله يوم تاني، وإحنا ماشيين لاقينا زحمة، وأخويا قالي ده فيه تصوير هناك، ده طارق علام».
رفض أخيها الذهاب إلي حيث يقف الناس، ولكنها أصرّت وقالت له: «تعالي نروح نشوفه بيسأل يقول إيه، وفعلا روحنا، وسمعته بيسأل سؤال عن أول مسحراتي، وأنا كنت عارفة، قولت لأخويا أنا عارفة تعالي نروح ياله، وروحنا وجاوبت».
لم تتمالك العشرينية نفسها من السعادة، وتمتمت بعبارات تشير إلى فرحتها العارمة بما حدث، وحصلت علي الأموال وعادت إلى منزلها وهي تحلم بشراء بيت جديد، بدلًا من السكن بالإيجار.
رحلة كفاح«زينب» بدأت منذ الصغر، كما يقول إبراهيم أحمد، شقيقها، حيث ولدت كفيفة ولم تلتحق بالمدرسة حتى أصبح عمرها 12 عامًا، وهنا وجد أخيها أنها تحفظ القرآن سريعًا، وتحلم أن تدرس بالأزهر الشريف: «كان نفسها تكمل تعليمها، فضلت اسأل وادور لحد ما عرفت إن ممكن يتعمل لها اختبار وتدخل من إعدادي لو نجحت في الاختبار، وفعلا دخلنا، وجابت 96 في الاختبار ودخلت من أول المرحلة الإعدادية، وكانت بتطلع الأولي علي المعهد، وكانت خلال الفترة دي حفظت القرآن برواية حفص عن عاصم في 3 شهور بس».
عندما التحقت«زينب» بكلية الدراسات الإسلامية، لم تكن تحصل على تقديرات مميزة في السنة الأولي، وذلك لأنها كانت تملي الإجابة على عاملة كي تكتب لها: «العاملة دي كان خطها وحش، واختي كانت بتكون مذاكرة كويس وحافظة، لكن بسبب سوء الخط، مكنتش بتجيب تقدير، لحد ما غيروا لها العاملة دي، وجابت جيد جدًا في تانية، وامتياز في تالتة ورابعة وطلعت التانية علي الكلية».
ظروف سفر «إبراهيم» مع شقيقته إلى القاهرة كانت صعبة بعدما اقترض 500 جنيه حتى يأتي بها إلى القاهرة في رحلة علاجها: «استلفت فلوس وجيت بيها علشان نكشف لكن ربنا أراد إنها تكسب الفلوس لأنه عالم بحالنا وبظروفنا الصعبة».
تعليقات الفيسبوك