أهالى ضحايا حوادث النقل لـ«الحكومة»: «تعويضات أونطة.. رجّعوا ولادنا»
لم يكن تصريح غادة والى، وزيرة التضامن الاجتماعى، هو الوحيد الذى يعد أهالى ضحايا حادث أوتوبيس شرم الشيخ الأخير بالتعويضات، فالمهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، نفسه، أعلن فى تصريحات عن نية الدولة تقديم الرعاية الصحية والاجتماعية للمتضررين كنوع من التعويض، وهى سياسة مُتبعة منذ سنوات طويلة لدى الحكومات المصرية أيضاً، ظهرت بوضوح فى أعقاب حادث قطار الصعيد المروع عام 2002 الذى راح ضحيته 400 شخص، وما تلاه من حوادث أليمة، لكن واقع الحال الذى يكشف صعوبة حصول أسر الضحايا على التعويضات بسبب تعقيدات الإجراءات، دفعهم إلى القول: «تعويضات الحكومة أونطة».
«أشرف هاشم»، والد 3 أطفال هم «محمد وأحمد وهاشم»، راحوا جميعهم فى حادث قطار منفلوط الذى اصطدم بالأوتوبيس المدرسى قبل قرابة عامين فأودى بحياة 50 طفلاً، وعدت الحكومة ذويهم بصرف تعويضات تُقدر بـ50 ألف جنيه، لكن الرجل الأربعينى لم يحصل على مليم واحد حتى الآن، حسب قوله، مضيفاً: «لما سألت فى وزارة التضامن الاجتماعى بلغونى إن الشيك راح المحافظة، ومن وقتها ماصرفتش الفلوس»، ورغم أن المصاب الذى ألمّ بـ«أشرف» أغلى من كنوز الدنيا من وجهة نظره، فإنه لا يخجل من إعلان حاجته للتعويض، ويقول: «نفسى أبنى لعيالى جامع فى البلد ترحماً على روحهم». عدم وجود حلول حقيقية لمشكلة الحوادث الناتجة عن الطرق والقطارات يجعلنا فى انتظار تصريحات حكومية جديدة لامتصاص غضب الرأى العام، بحسب الدكتور يسرى العزباوى، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ويقول: «الحوادث مستمرة فى ظل غياب المزلقانات وتطوير السكك الحديدية والطرق بعيداً عن المعايير الدولية»، ويضيف أن «التعويضات سياسة متوارثة فى الحكومات، ووزارة المهندس إبراهيم محلب تصدّر صورة أن مصر فى أحسن حال، لأنها اعتادت أن تكون حكومة تصريحات دون التزامات».