مع قدوم وباء كورونا إلى العالم، تدهورت أحوال كثير من المهن أو معظمها تقريبًا، مثل مهنة المقاولات التي يعمل بها محمد سعيد، الذي كان لديه معدات ثمنها 2 مليون جنيه بالاشتراك مع اثنين آخرين، حيث كان نصيبه يصل إلى مليون ونصف، والباقي ملك لشركائه، وظلت معه عدة أشهر طويلة مركونة بسبب قلة العمل في فترة الفيروس، مما جعله يفكر في إيجارها لأحد الأشخاص، ولكن المعدات سرقت كافة.
يحكي «محمد»، الذي يقطن في مدينة 6 أكتوبر، أن أحواله المادية تدهورت بسبب الركود في سوق العمل، وكاد أن يبيع جزءًا من معداته، ولكنه فوجئ بأحد الأشخاص يطلب منه استئجارها لمدة 6 أشهر، مقابل 200 ألف جنيهًا، مشيرًا إلى أنه وافق بعد أخذ كل الضمانات وتوقيع العقود اللازمة، مضيفًا: «الحالة كانت صعبة والشغل واقف بسبب كورونا، وبعد كده لقيت واحد بيطلب مني إنه يأجر العدة بتاعتي، سألت عليه ناس في المكان اللي قاعد فيه قالوا راجل محترم وإحنا بنتعامل معاه».
هروب النصاب
ومر أكثر من شهر على استئجار المعدات، وكان وقتها هو موعد دفع الإيجار لـ«محمد»، ولكن المستأجر أخذ يماطل في موعد الدفع، حيث أجله أكثر من مرة، وحاول التواصل معه، ولكنه لم يرد عليه، ليذهب إلى مكان منطقته وفاجئه الأهالي قائلين: «الراجل نصب علينا وهرب».
صدمة «محمد»
واستوعب «محمد»، الصدمة على مراحل، خاصة بعدما أكد الأهالي له أن الرجل نصب عليهم أيضًا، فمنهم من باع ممتلكاته واشترى عدة ليؤجرها له، ومنهم من باع سيارته أيضًا من أجل ذلك، وفي النهاية اكتشفوا أن جميع المعدات تم بيعها في أماكن متفرقة.
محضر في قسم ثاني اكتوبر
ويحكي «محمد»، أنه اتجه إلى قسم شرطة ثاني أكتوبر، وحرر محضرا برقم 6480، يتهم فيه أحد الأشخاص بالسرقة بعدما أجر له المعدات، ليتحول من مليونير إلى مديون بمبلغ 500 أله جنيه لشركائه، مضيفًا: «المعدات دي خرجت باسمي أنا، ودلوقتي شركائي بيطالبوني إني أدفعلهم حقهم، واتحولت من مليونير إلى واحد مديون بدون عمل».
أشهر عديدة عاش خلالها «محمد» على السلف من آخرين، وفكر خلالها في الانتحار من ثقل الهموم على قلبه، ولكنه تخطى كل ذلك وبدأ في البحث عن عمل، ليبدأ من الشهر المقبل في الذهاب إلى محل عطور ليعمل به.
تعليقات الفيسبوك