طقوس يهودية تسببت في مقتل 45 إسرائيليا بحادث جبل ميرون.. تعرف عليها
حكومة نتنياهو تعلن الحداد وتنكيس الأعلام على أرواح القتلى
حادث جبل ميرون
أعلنت الحكومة الإسرائيلية، أمس الجمعة، اعتبار يوم الأحد المقبل يوم حداد وطني على أرواح القتلى الذين سقطوا جراء تدافع خلال عيد ديني أقيم على جبل ميرون شمال الأراضي العربية المحتلة.
وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن الحكومة صادقت خلال استفتاء هاتفي على مقترح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس بإعلان يوم الأحد يوم حداد وطني في أعقاب المأساة التي وقعت في جبل ميرون.
وأضاف البيان، أنه سيتم خلال ذلك اليوم تنكيس علم إسرائيل في المؤسسات العامة ومعسكرات الجيش والبعثات الدبلوماسية الإسرائيلية في كافة أنحاء العالم.
مقتل 45 وإصابة أكثر من 150
وقُتل 45 شخصًا وأصيب أكثر من 150 آخرين نتيجة التدافع والازدحام خلال حفل عيد الشعلة الديني «لاج بعومر»، وهو العيد الأكبر لطائفة اليهود المتشددين، بحسب وزارة الصحة الإسرائيلية.
وشارك في الاحتفال أكثر من 70 ألف شخص بحسب تقديرات شرطية، على الرغم من القيود التي تفرضها الحكومة الاسرائيلية بسبب جائحة كورونا، وكانت الحكومة الإسرائيلية منعت الاحتفالات بهذه المناسبة العام الماضي.
وفي العيد السنوي الديني الذي يشمل الصلاة طوال الليل والأغاني الصوفية والرقص، تعرض المشاركون للاختناق أو السحق في ممر ضيق ومكتظ حول فناء سعته ثلاثة أمتار.
والمعروف أن اليهود الأرثوذكس يحتشدون في جبل ميرون للاحتفال بذكرى وفاة الحاخام شمعون بن يشاي وهو أكبر تجمع في إسرائيل.
قصة الاحتفال السنوي
يعني اسم العيد باللغة العبرية «اليوم الثالث والثلاثون لتعداد أيام العومر»، وكلمة «عومر» بالعبرية تقابلها بالعربية كلمة «غمر» وتعني حزمة سنابل بعد الحصاد، والمقصود بذلك هنا فريضة جمع بواكر حزم السنابل لدى بدء حصاد القمح التي كانت تقدَّم إلى الكهنة في الهيكل المقدس مساء أول أيام عيد الفصح، والبدء في تعداد سبعة أسابيع تنتهي بحلول عيد الأسابيع «شفوعوت»، والمعروف أيضًا بعيد تنزيل التوراة والعنصرة، بحسب المعتقدات اليهودية.
سر الرقم 33
يحل عيد «لاج باعومر» بعد عيد الفصح بـ33 يومًا، ويُعرف أيضًا بـ«عيد الشعلة»، إذ توقد فيه طوال الليلة التي تسبقه شعلات تقليدية إحياء لذكرى ثورة الشعب اليهودي في أرض إسرائيل بقيادة شمعون باركوخبا ضد المحتلين الرومان، وكان ذلك في عام 132 الميلادي، أي بعد مرور 62 عامًا على خراب الهيكل المقدس الثاني، وفقًا لمعتقدات اليهود.
وتقام مراسم إيقاد الشعلة المركزية في باحة ضريح الحبر رابي شمعون بار يوحاي في قرية ميرون، والواقعة إلى الغرب من مدينة صفد.
عيد الزيجات
وتتوافد عادة إلى هذا المقام جموع غفيرة من المحتفلين من أنحاء البلاد لحضور المراسم الدينية للتبرك والتشفع.
ومن التقاليد البارزة التي يتسم بها عيد «لاج باعومر» إقامة العشرات من حفلات الزواج، حتى أنه يُسمى شعبيًا بعيد الزيجات، نظرًا لأن هذا اليوم هو اليوم الوحيد الذي يجوز فيه شرعًا إقامة الأفراح والمسرات خلال الأسابيع السبعة التي تفصل بين عيد الفصح وعيد الأسابيع «شفوعوت».
يشار إلى أن المتدينين اليهود يمتنعون في هذه الأيام عن مظاهر الفرح، ويمتنعون أيضا عن الحلاقة، وذلك حدادًا على أرواح الشعب اليهودي الذين قُتلوا في أثناء الثورة اليهودية على المحتلين الرومان، والتي قادها باركوخبا.
وكان في مقدمة أولئك الشهداء رابي عكيبا الزعيم الروحي لهذه الثورة، ومعه 24,000 من تلامذته ومقاتلي باركوخبا.
من هو الحاخام شمعون بار يوحاي؟
عاش الحاخام شمعون بن يشاي أو «يوحاي» في القرن الثاني الميلادي، وكان يعتمد في الدين اليهودي على «الميشناه»، أي تدريس التوراة شفهيا، ويوصف بن يشاي بأنه كان ضليعا بالمعجزات والتنجيم ويؤمن بالعقيدة السرية.
وبحسب الروايات، فإن الحاخام كان يصعد مع ابنه العازار إلى الجنة من كهفه الواقع في ميرون ويتعلم الأسرار هناك لمدة 13 عاماً ثم يعود لينقلها إلى طلابه.
وفي القرن السادس عشر، أقام اليهود المتشددون يومًا للولائم والبهجة على قبر الحاخام شمعون، الذي طلب أن تكون ذكرى يوم وفاته فرحة، وتم الحفاظ على هذه العادة حتى يومنا هذا.
وقد أسس مؤيدوه مدرسة دينية في ميرون، حيث تتم دراسة التوراة السرية لاعتقادهم بأن كل كلمة في التوراة لها معنى.
كما تقوم هذه المدرسة بالعديد من الفعاليات وبالطبع الاحتفال في لاج باعومر حسب تراث الحاخام شمعون ويعتبر هذا الاحتفال أكبر ضيافة في العالم تقوم بها بلدة.
رحلات الحج لجبل ميرون
تستمر رحلات الحج اليهودية الى ميرون سنوياً، للاحتفال والصعود إلى قبر شمعون بار يوشاي، وهو ما يعرف بـ (هيلولا)، أي الزيارة، وهو أحد أكبر الأحداث السنوية في إسرائيل، وتستعد له المؤسسات الحكومية قبل شهرين من حدوثه للحفاظ على النظام وترتيب وصول الزوار، حيث تستخدم فيه ألف حافلة مما يجعلها أكبر حدث سنوي للنقل العام في إسرائيل.
ماذا نعرف عن قرية ميرون؟
قرية ميرون تقع بالقرب من مدينة صفد، كانت قرية عربية قبل أن تستولي عليها منظمة الهاجاناه في نهاية عام 1948، وأقيم موشاف ميرون على أراضي القرية الفلسطينية بعد ذلك بعام واحد، وتم إجراء حفريات كبيرة هناك.
وتقع على جبل الجرمق المسمى بالعبرية «هارميرون»، و«هار» تعني جبل، وقد أُخذ الاسم العبري من اسم المدينة الكنعانية «ميروم»، وقد قامت قرية فلسطينية تحمل الاسم نفسه مع تغيير الحرف الأخير من «م» إلى «نون».
وكانت القرية تتألف من قسمين في عام 1931، الأكبر ويقع في الغرب ويسكنه العرب، والأصغر ويقع جنوبي شرقي الأول حول قبر الحاخام شمعون ويسكنه اليهود، أما الاسم العربي جبل الجرمق، فيعود إلى الجرامقة، وهم قبيلة عربية نزحت من اليمن إلى الشمال الفلسطيني.