في طريقها لعودتها من محافظة القاهرة إلى بمحافظة دمياط، اتخذت هادية عبدالفتاح، محور 30 يونيو طريقا لها، وبعد فترة من السير ارتفعت درجة حرارة الأجزاء الداخلية للسيارة وتوقفت عن الحركة، لتجد الفتاة نفسها في طريق نائي، لا بشر فيه ولا سيارات: «مفيش حد خالص في المكان، وأنا لوحدي وكنت خايفه أكيد، ومش عارفه هتصرف إزاي».
خوف شديد
خوف الفتاة دفعها للنزول من السيارة ومحاولة معرفه ما الذي حدث، همت بالاتصال بوالديها ولكن دون جدوى، انقطع الاتصال عن تلك المنطقة، أنعزلت الفتاة فجأة عن الجميع، لم يعد هاتفها يعمل بشكل جيد، نظرا لسوء التغطية في ذلك الموقع: «فضلت واقفة فترة طويلة علشان ألاقي حد يساعدني، مفيش فايدة، وفجأة ظهر راجل عجوز معاه عربية موديل قديم، نزل وقالي فيه إيه، العربية مالها، قولتله سخنت فجأة، وبطلت ومش عايزه تشتغل تاني، قالي معاكي مياه، قولتله لا، وبعدين مش هينفع نحط مياه علشان دي مولعة»، وتتابع: «قالي إنتي إيه عرفك في الشغل ده، عموما النسوان آخرها تسوق وخلاص».
تحركت«هادية» قليلا إلي جوار السيارة ربما تجد تغطية وتتمكن من الاتصال بوالدها، ربما يكون قادرا على نجدتها أو يرسل سيارة أخرى لها تساعدها: «الراجل العجوز ده وقف جنب العربية وأنا كنت بحاول أكلم بابا، وفجأة سمعت صوت جامد من العربية، وفجأة الغطاء ضرب لفوق وصاروخ مياه طلع، جريت أشوف فيه إيه، لاقيته حط مياه باردة في الريادتير».
تعطلت السيارة بشكل كامل بعد اعوجاج وش السلندر إلى جانب احتراق «جوان» وكذلك «بيجوهات»، تركها العجوز وغادر مسرعا، بعدما لاحظ أن الماء البارد أحدث مشكلة كبيرة في الماتور: «سابني ومشي، وبعدين لاقيت عربية نقل كبيرة قريبة مني، والسواق وقف، ونزل يسألني، أول ما شاف الكبوت قالي إيه خلاكي تحطي مياه باردة وزعق كده وقالي العربية بتاعتك باظت، مش هتمشي تاني، كان لازم تستني إنها تبرد، قبل ماتحطي مياه وهي لسه سخنة».
أوصلها ذلك الرجل إلى ونش قريب من المنطقة، وهنا تواصلت «هادية» مع والدها، وذهبت بالسيارة إلى ميكانيكي الذي أخبرها أن سيارتها تحتاج إلى تغيير «وش السلندر والبيوجهات»: «قالي عربيتك جابت ربع ماتور وباظت ومش عارف هتاخد وقت قد إيه علشان تتصلح».
تشير«هادية» إلى ضرورة عدم عرض المساعدة في حالة عدم الخبرة الكافية: «علشان نساعد لازم نكون عارفين علشان منبوظش حاجة الناس».
تعليقات الفيسبوك