ظل في طفولته يلهو ويلعب على جنبات الترعة المارة بجوار قريتهم، وكبر وكلما مر على هذه الترعة تخيل أن يأتي اليوم الذي يتغير فيها شكلها، ويراها وقد تغير جسرها وأصبح مبنى لتصبح كأحواض الزينة ولكنها كانت مجرد أماني صعبة التحقيق.
حشائش نابتة على جنبات ترعة «أم عبدالله» تغطي على شكل الماء الجاري في عرق من عروق مصر قادمًا من شريانها النيل أحد أنهار الجنة وهبة مصر الأبدية، ظلت تنمو وتكبر على جنبات الترعة التي تمثل معلما رئيسيا من معالم الريف، حتى جاء اليوم الذي أعلن فيه الرئيس عبدالفتاح السيسي عن المشروع القومي لتبطين الترع ليتيقن «سمارة النحاس» أن حلم عمره أوشك على التحقيق.
لم يصدق «سمارة النحاس» عينه وهو يشاهد جنبات الترعة المليئة بالحشائش وهي تتحول لجسر أسمنتي أضفى روعة وجمالا على الترعة ليقرر أن يشارك بمجهوده في هذه الملحمة التي غيرت الواقع بالفعل.
تخلى «سمارة النحاس»، مؤقتًا عن القلم وأصابع الطباشير، حيث يعمل مدرس أول للغة العربية بالمرحلة الثانوية وأمسك الفرشة واشترى على نفقته الخاصة ألوانًا ورسم علم مصر على جنبات الترعة المجاورة لقريته «محلة مرحوم» التي تجاور مدينة طنطا بلد السيد البدوي بنصف كيلو فقط.
المربي الفاضل أبدى سعادته بمشروع تبطين الترع في تصريح لـ«الوطن»، مشيرًا إلى أنه فلاح وكان يشعر بمعاناة أهله من الفلاحين، «المشروع ده لما أطلقه الرئيس كنت متشجع له جدًا لأن أنا فلاح وكنت حاسس بمعاناة الفلاح لما كانت الترعة مليانة بالطين ولما اتبطنت وظهرت أمامي ان شكلها جميل ورائع قولت فعلا مفيش حاجة تزين الشطين غير علم مصر».
وجَّه النحاس الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي: «رئيس الجمهورية يُشكر جدا جدا على المجهود اللي عمله لأن موضوع التبطين ده حلم فعلا وحلم كبير جدا وبصراحة ربنا، أي إنسان لما يبص لتبطين الجنبين هما نفسهم بيقولوا أنا حاجة جديدة وكنت مستحيلة ومكنتش موجودة قبل كده وارسموا عليا علم مصر».
وتابع: «وأنا ماشي على الشط جت لي الفكرة فعلا وتخيلت منظر العلمين والترعة مليانة وينعكسوا على أرض الترعة وهيشكلوا علم كبير جدا وهيبقى شكله جميل ورائع».
واقترح النحاس تكرار هذه الفكرة في مدخل كل قرية أو في الجزء الذي تخترق فيه الترع الحيز السكني موضحًا «هيطلع الطفل الصغير وهيبص يشوف هيلاقي علم بلده مرسوم قدام عنيه وهينمي فيه الانتماء وحب الوطن لأن أبسط الأمور لما يشاور هيقول علم مصر ويطلع العيل من صغره في الشارع عارف إن ده علم مصر ورمز انتمائه لأن العلم مناط العزة ومقعد الكرامة وموطن الإباء والقوة».
واختتم النحاس الذي ينوي استكمال عمله في رسم علم مصر على جنبات الترعة اليوم رافضًا الاستعانة بمتخصص ومعتبرًا أن هذا هو أبسط شيء يقدمه لمصر ويهديه لرئيسها «أنا حبيت إن أنا أعمل العمل ده وأهديه للرئيس عبدالفتاح السيسي لأنه الوحيد اللي فكر في تبطين الترع والراجل ده يستاهل مننا كل تكريم على الأقل خالص اننا بنحبه وبنرفعه فوق رأسنا ونكون يد واحدة وراه ونعمل بجد زي ما هو عايز وأنا اتعلمت منه إن البطل اللي بيتولد في ميدان المعركة مش اللي بيدعي بطولة وإن البطل بيدافع عن الدولة ومقدساتها، والرئيس السيسي هو خير مثال على البطل اللي بيدافع عن الدولة ومقدساتها من 30 يونيو ومن قبلها كمان».
تعليقات الفيسبوك