«ابن الوز عوام».. محمد احترف صناعة المجسمات والأثاث:«بيني وبين الخشب كيمياء»
محمد غنيم وصناعة الأثاث والمجسمات
منذ نعومة أظافره لا يعرف حرفة سوى صناعة المجسمات والأثاث المنزلي، فالشاب البالغ من العمر 33 عاماً، نشأ في محافظة دمياط وجد ذويه يعملون في مهنة «نجارة الخشب»، وهي تعد الحرفة الأساسية للكثير من أبناء المحافظة، واشتهر رغم صغر سنه بين الأهالي بالمحافظة وخارجها، إلا أن« الشغلانة»، لم تكن بالنسبة لـ«محمد مدحت غنيم»، مجرد حرفة أو صنعة، بل عشقها وصارت تشكل جزءًا أساسياً من حياته، «حبيتها ولقيت نفسي فيها، بين وبين الخشب كيميا غريبة، مقدرش استغني عنه، بصنع كافة أنواع الأثاث، لكن بهوى صناعة المجسمات»، بحسب الشاب الدمياطي.
«أنتريهات، أسرة وغرف نوم كاملة، وسفرة وغرف معيشة، وكراسي وترابيزات»، تلك هي الأشياء التي احترف محمد صناعتها وورثها عن والده، وفق الشاب الثلاثيني، «بشتغل من وأنا عندي 8 سنين، اتعلمت أصول المهنة على أيد والدي، واتعلمت كل ما له علاقة بالخشب، لكن بدأت أطور من نفسي ومن طريقة شغلي، وبقيت أصنع كل حاجة وشقق كاملة من غرف نوم، وأنتريهات وكراسي وترابيزات ونيش، بديكورات عصرية، وكمان لقيت عشقي في صناعة مجسمات الزينة بالخشب، بينى وبين الخشب لغة بعرف بيها دور كل قطعة خشب، وده اللى بيخلينى أقدر أبدع في شغلي وأوصل بقطعة فنية الناس تحبها وتحس بتعبى وحبى لمهنتى».
المجسمات كان لها دور كبير في حياة محمد، إذ عشق صناعة المجسمات بجانب شغله الأساسي، لكنه لقى رواجاً كبيراً بين الناس، «بالنسبة للمجسمات، كان في تحدي كبير فهى بتتكلم عني في الوقت اللى مفيش فيه دعم للموهوبين في الوقت اللى مفيش حد حاسس بوجود الناس اللى لتشتغل وبتبدع، المجسمات عجبت ناس كتير، وأنا بحس إن الإبداع موجود، طالما أنا موجود على قيد الحياة، بكون سعيد لما شغلى بيعجب الناس وبحب ردود أفعالهم لما بيحسوا بإخلاصى وتعبي في كل قطعة بنفذها، مفيش سن معين لشغلي الكبار والصغار بيكونوا مبهورين، وده بيسعدني وبيدينى قوة».
يشعر الشاب الثلاثيني، براحة كبيرة، أثناء تواجده في ورشة النجارة الخاصة به، لكن تزداد سعادته حينما يُنتج قطعة أثاث أو مجسم، يُعجب به الناس، «بينى وبين الخشب لغة وكل قطع بشتغل فيها ليها حكاية، النجارة مش مجرد كرسي أو كنبة خشب، النجارة فن وإبداع قطعه فنية ليها روح وذات قيمة كبيرة، وخاصة المجسمات».