آية محمد عباس.. فنانة رسم الديجيتال
أصبحت منصة «يوتيوب» هدفا للكثيرين خلال الفترة الأخيرة، بالأخص بعدما كانت السبب في شهرة وثراء عدد كبير من الناس بين مطربين للمهرجانات الشعبية وربات للبيوت تعد وصفات الطعام المختلفة ومدونين للموضة، وكذلك من العاشقين لكرة القدم الذين يجيدون فن تحليل المباريات، والكثير على مستوى كل المجالات والاهتمامات، ولهذا نجد الآلاف يوميا يبدأون مشروع قناة اليوتيوب بحثا عن تلك الشهرة، وهذا الثراء، لكن وسط كل هؤلاء نجد فتاة من دمياط تحاول أن تستغل ما تعلمته برسم الديجيتال لتقديم محتوى تعليمي مجاني يستفيد منه كل من يرغب في تعلم هذا الفن.
والحديث هنا عن آية محمد عباس، خريجة كلية الفنون الجميلة قسم نحت، والتي تقدم محتوى تعليمي للرسم الديجتيال على منصة «يوتيوب»، بعدما لاحظت أن المحتوى العربي لتعليم هذا الفن قليل جدا مقارنة بالمحتوى المقدم باللغة الإنجليزية، حيث تكشف في بداية حديثها مع «الوطن»، أنها عانت شخصيا في بداية رحلتها مع رسم الديجيتال من هذا الأمر، مضيفة: «وأنا ف بدايتي كنت بتفرج على فيديوهات وكانت بتقع مني حاجات لأني مش بعرف انجليزي».
ولأن فاقد الشئ هو أكثر من يعطيه، فإن عدم توفر المادة التعليمية باللغة العربية، التي كانت تبحث عنها الفتاة التي تسكن بدمياط، خلق بداخلها رغبة كبيرة، في تعليم كل من يحتاج التعلم، موضحة: «حبيت لو عندى معلومة سابقة حد شوية، ممكن يعرفها مني أسرع»، مؤكدة أن الأمر يحقق لها متعة شخصية، يجعلها شغوفة دائما باستكمال هذا الطريق، خاصة عندما تتلقى رسالة من أحد يخبرها أنه نجح في تعلم رسم الديجيتال عبر الفيديوهات التي تقدمها على «يوتيوب».
ورغم أن إنتاجات «آية» توضح أنها وصلت لمستوى احترافي في عالم رسم الديجيتال، إلا أن بدايتها مع هذا العالم بالأساس كانت منذ أربعة سنوات فقط، حيث تحكي: «من أربع سنين تقريبا، كنت برسم على ورق عادي، ولما شفت الرسم الديجيتال عجبني، خصوصا أني من زمان قبل ثانوية عامة كمان، كنت بحب الجرافيك ديزاين، وكنت أعرف فوتوشوب كويس، فقررت أرسم ديجيتال».
حتى الآن هدف خريجة الفنون الجميلة من قناتها تعليمي بحت، مؤكدة: «أنا مش بطمح لفلوس في الموضوع ده، زي كل الناس اللي بتعمل قنوات على يوتيوب دلوقتي، الموضوع كله أني حسيت عندي شوية معلومات، فإيه اللي يمنع أشاركها مع ناس محتاجاها، أو حتى ناس مش محتاجينها وعندهم حب استطلاع»، منبهة في الوقت ذاته، أنه لو كان المستقبل يحمل لها أن تحقق قناتها أرباحا مادية بعد زيادة عدد متابعيها فما المانع، ومن الممكن أن تكون تلك القناة مصدرا إضافيا للدخل وليس بالضرورة أن يصبح الوحيد أو الأساسي.
وتملك «آية» مجموعة من الأحلام البسيطة، المتمثلة في أن تعمل كرسامة ديجيتال على مجموعة من قصص الأطفال، بالإضافة إلى أن تحسن من مستواها بهذا الفن أكثر وأكثر، حتى تكون راضية دائما عن نفسها، «أكيد نفسي قناة اليوتيوب تكبر ويكون ليها مشاهدين وناس تستفيد منها»، حسبما صرحت في نهاية حديثها مع «الوطن».
تعليقات الفيسبوك