«عصام» في الشارع بعد 20 سنة من العمل كـ «نقاش»
20 عامًا قضاها الرجل الخمسيني في العمل بالنقاشة، يقضي اليوم بيومه من خلال أجره الذي يحصل عليه، وكان يرضى بحياته البسيطة رفقة زوجته وابنتيه، وكل شيء كان يسير على ما يرام حتى عام 2017، حيث كان عصام سيد، 53 عامًا، واقفًا في عمله، وفجأة دون سابق إنذار سقط على الأرض فاقدًا الإحساس بمن حوله.
أصيب «عصام» بمشاكل في المخ، جعلته غير قادر على بذل أي مجهود، واضطر إلى إجراء عملية في مخه وتركيب صمام فيه، ليجلس في العناية المركزة 17 يومًا بعد العملية التي أجراها على نفقة الدولة، وعندما خرج من المستشفى لم يعد قادرًا على الرجوع لعمله كـ «نقاش»، ليضطر إلى النزول للشارع والبحث عن عمل، ولكن رفض الجميع قبوله في العمل بسبب وضعه الصحي.
يحكي «عصام»، الذي يقطن في منطقة المطرية بمحافظة القاهرة، قصة أسبوع يخرج فيه يوميًا للمحال المفتوحة، طالبًا العمل ولكن جميعهم رفضوا عمله، لذلك اتجه لعمل آخر حر لا يشاركه فيه أحد، وهو مسح زجاج السيارات في الشارع، مضيفًا: «مين هيرضى يشغل واحد مش قادر يمشي على رجله، العملية أثرت عليا جدًا ومابقتش قادر أعمل مجهود كبير لأني بتعب، ولما محدش وافق يشغلني قولت لازم أشوف حاجة أساعد بيها بناتي، لأن حتى لو هموت مش هخليهم محتاجين لحاجة أو لحد».
يخرج «عصام»، يوميًا من بيته الذي يستأجره، إلى أحد الشوارع التي تمر بها العديد من السيارات، وعندما يزيد عليه التعب الناتج عن المجهود، يريح ظهره قليلاً على أحد الأرصفة، ثم يقوم بعد عدة دقائق معدودة مستأنفا عمله، لأنه لو استسلم للمرض، سيصبح بيته دون طعام، وستحتاج بناته إلى مصاريف لدراستهن.
بصوت متردد بسيط يبدو عليه المرض، يروي الرجل الخمسيني قائلاً: «وقفتي في الشارع دي غلط عليا وبتتعبني، بس لما أتعب بريح وبقوم تاني لأن بناتي محتاجين لكل قرش، مش محتاج غير شهرية بس أقدر أصرف منها على بناتي ومراتي».
تعليقات الفيسبوك