الأزهري: الفطنة صلب القضاء.. وكان أعلم الصحابة بها علي بن أبي طالب
الشيخ أسامة الأزهري
قال الشيخ أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، إن العلامة محمد بن يوسف السنوسي، أشار إلى الإدراك الفائق الخاص لسيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجه، عندما قال: «فانظر إلى هذا الإدراك القدسي الفائق الذي صارت فيه العلوم النظرية الصعبة كالبديهيات والضروريات المفروغ منها»، في كتاب «الحواشي الكبرى».
وأضاف «الأزهري»، خلال استضافته ببرنامج «رجال حول الرسول» الذي يقدمه الإعلامي أحمد الدريني، المذاع على فضائية «DMC»، أنه ومن أسباب نبوغ سيدنا علي بن أبي طالب في القضاء هو التجارب وحفظه لها بشكل كبير، كما أنه كان يرى بأن الفطنة هي صلب القضاء، حيث قال الإمام المجتهد الحجة شهاب الدين القرافي في كتابه الفروق «معنى قوله عليه الصلاة والسلام أقضاكم علي، أي هو أشد تفطنا لحجاج الخصوم وخدع المتحاكمين، وبه يظهر الجمع بينه وبين قوله عليه الصلاة والسلام أعلمكم بالحلال والحرام معاذ».
وأوضح أن القضاء لما كان يرجع لمعرفة الحجج والتفطن لها، كان أمرا زائدا على الحلال والحرام، فقد يكون الإنسان شديد المعرفة بالحلال والحرام وهو يُخدع بأيسر الشبهات، فالقضاء عبارة عن هذا التفطن، لافتا إلى أن لسيدنا علي كرم الله وجه قصة في المواريث أكدت فطنته وشدة ذكائه في الحكم بين الناس، وهي القصة التي يطلق عليها اسم «ﺍلأخوﺓ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺍﻟـ17». (ﺭﺍﺋﻌﺔ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﺋﻊ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﻋﻠﻲ .. ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ).
وأكد أنه كان ﻫﻨﺎﻙ ﺛﻼﺛﺔ ﺭﺟﺎﻝ ﻳﻤﺘﻠﻜﻮﻥ 17 ﺟﻤﻼ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻹﺭﺙ ﺑﻨﺴﺐ ﻣﺘﻔﺎﻭﺗﺔ، ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻷﻭﻝ ﻳﻤﻠﻚ ﻧﺼﻔﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺛﻠﺜﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺗﺴﻌﻬﺎ، ﻭﻟﻢ ﻳﺠﺪﻭﺍ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ، ﺩﻭﻥ ﺫﺑﺢ ﺃﻱ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻭ ﺑﻴﻊ ﺟﺰﺀ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻘﺴﻤﺔ ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻬﻢ إﻻ ﺃﻥ ﺫﻫﺒﻮﺍ ﻟﻼﻣﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﻟﻤﺸﻮﺭﺗﻪ ﻭﺣﻞ ﻣﻌﻀﻠﺘﻬﻢ، وﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ «ﻫﻞ ﻟﻲ ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ ﺟﻤﻞ ﻣﻦ ﺟﻤﺎﻟﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻄﻴﻊ»، ﻓﻮﺍﻓﻘﻮﺍ ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﻐﺮﺍﺏ ﺷﺪﻳﺪ ﻓﺼﺎﺭ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ 18 ﺟﻤﻼ.
وأشار إلى أنه وفي أعقاب ذلك ﻗﺎﻡ ﺍلإﻣﺎﻡ ﻋﻠﻲ باﻟﺘﻮﺯﻳﻊ ﻛﺎﻟﺘﺎﻟﻲ: ﺍﻷﻭﻝ ﻳﻤﻠﻚ ﺍﻟﻨﺼﻒ 2/18= 9، وﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻳﻤﻠﻚ ﺍﻟﺜﻠﺚ 3/18= 6 وﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻳﻤﻠﻚ ﺍﻟﺘُﺴﻊ 9/18=2.
ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﻜاﻥ 17 ﺟﻤﻼ، ﻓﺄﺧﺬ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪا ﻣﻨﻬﻢ ﺣﻘﻪ ﻭﺍﺳﺘﺮﺩ سيدنا علي جمله ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ، «زود قيمة وهمية وسحبها مرة تانية علشان تتحسب المعادلة، والعجيب في سيدنا علي بن أبي طالب أن إدراكه للمضاعف المشترك الأصغر ثم إجراء القسمة ثم تصحيح المعاملة ثم إضافه الجمل وسحبه هو من البديهة، كأن الجواب كان طوع يمينه وعقله في لمحه لتلك الحسبة».