والله زمان يا سلاحى اشتقت لك فى كفاحى يا قدس والله زمان. عملوها الرجالة وصحيت فجأة بلا مقدمات ونتنياهو منتظر مكافأة عظمى بنجاح ولو محدود فى انتخابات الكنيست الإسرائيلى، وأراد أن يعزز موقفه بضربتين أو ثلاث فى المدن الفلسطينية، ولم يكن يعلم أن النار تحت الرماد، وأن الاحتلال الغاشم بلغ مداه ظلماً وعدواناً وجبروتاً وطغياناً، وأن الجيل الصاعد كما قال عبدالحليم طالع له رجال أبطال، بنات طالعة له أسود جنود، وعدى النهار والمغربية جاية تتخفى ورا ضل الشجر وعلشان تتوه الخطوة أخدت من ليالينا القمر، وفجأة صحى الكلام يا عبدالحليم ولم يسكت الكلام، ولكن البندقية اتكلمت فى كل مدن فلسطين التى اعتبرها اليهود خانعة خاضعة، وأطفالك يا فلسطين فجأة تحولوا إلى قنابل تمشى على الأرض ودموعهم من الخوف من خنازير الاحتلال تحرق صمت الجبناء فى كل مكان، وتعرى مواقف المهرولين وراء تطبيع زائف، ولم نسمع إيران الثورة إلا فى كلام أغنيات لا يسمن ولا يغنى من جوع، ولم نسمع من حماس الفورة والتهويش والتبكيش إلا ذراً للرماد فى العيون، شوية صواريخ لا تسمن ولا تغنى من جوع، وهذه المرة والله وعملوها الرجالة المقدسيون، الذين ظننا فيهم الظنون، وتصورنا أن الدم جف فى العروق، والجبن ساد الدروب، وإذا بأسوار البلدة القديمة محيط النار، والجبناء والخانعون من أذيال المستوطنين المتمرسين خلف البنادق يتلاشون خلف صورة طفلة زى القمر، تبكى من قسوة يد جبان إسرائيلى على وجهها وصدرها، وإذا أطفالك يا فلسطين يلطمون خدود الصمت العربى المخزى، وتعود ثورتك بلا مقدمات ولا خطب ولا خطباء ولا طق حنك على رأى الشوام، ويظهر المعدن الأصلى أمام جبن العالم وعرابيد حموم الإنسان بتعبير محمد سعد ومرتشى المؤامرات على مصر ودول السند العربى للقضية الفلسطينية باتهامات هنا أو هناك وتغاضوا عن آلاف الضحايا من يد الإرهاب الغاشم الجبان الذى اختفى تماماً فى حرب الشرف ورفع الجبين فى عودة كفاحك يا فلسطين، وها هى مدنك تشتعل يا فلسطين.
شبان اللد والرملة يحرقون عشرات السيارات التابعة للمستوطنين، والشرطة تستغيث بالجيش الإسرائيلى، ونتنياهو يستعين بحرس الحدود، وفى عكا حرق مطعم وكنيس يهودى ونقطة شرطة ومواجهات عنيفة مع الشرطة الإسرائيلية، وفى سخنين وحيفا ويافا وعشر مدن فلسطينية اشتعلت المواجهات بين الشبان الفلسطينيين والمستوطنين، لقد حوّلوا الأرض الفلسطينية إلى محرقة جديدة لليهود المستعمرين، وتحوّلت جنازة فلسطينى إلى معركة عنيفة مع المستوطنين الذى فروا فرار الجبناء أمام أطفال فلسطين فى عرعرة ويافا وكفر سعد، وأعلنت كتائب القسام أن ٢١٠ صواريخ تم إطلاقها على تل أبيب ومطار بن جوريون وبيسر السبع والرملة وندّدت مر والسعودية بمحاولات إسرائيلية لإخلاء المدن الفلسطينية من سكانها وإحلال المستوطنين اليهود مكانهم وتحول حلم نتنياهو بالفوز فى الانتخابات إلى محاولة إنقاذ المدن الإسرائيلية من حرقها وإشعالها بنار الغضب الفلسطينى.
ويا أهلاً بالمعارك، ويا مرحباً بمن يشارك واشتعلت أرضك يا فلسطين تحت الرماد بنار تحرق كل الجبناء ومرتزقة سبوبة حقوق الإنسان فأين ضمير العالم الحى، وجون بايدن يصرخ بأن أمريكا مع إسرائيل! وهل تحتاج تصريح مواقف أمريكا تفضحها فى كل بقعة، وكشف أطفال فلسطين المشهد الدولى والعربى دون غطاء أو حجاب وأصبح الطفل الفلسطينى هو البطل!