بمناسبة اليوم العالمى للأسرة، الذى يتم الاحتفال به يوم 15 مايو من كل عام منذ العام 1993، أصدر الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء بياناً، ظهر أمس الأول السبت، جاء فيه أن فى مصر نحو 25.1 مليون أسرة، 55.4% منها فى الريف بينما يعيش 46.6% منها فى الحضر. كما جاء توزيع أبناء الأسر المصرية على التعليم ليوضح وجود 23 مليوناً و567 ألف طالب فى التعليم قبل الجامعى العام، من بينهم 1٫5 مليون طالب فى مرحلة رياض الأطفال، و12.8 مليون طالب فى مرحلة التعليم الابتدائى، و5.2 مليون طالب بالتعليم الإعدادى، و3 ملايين و873 ألف طالب مقيد بمرحلة التعليم الثانوى، مقسمين بين 1.8 مليون طالب بالثانوى العام/ 943 ألفاً بالصناعي/ 799 ألفاً بالتجاري/ 70 ألفاً بالفندقي/ 241 ألفاً بالزراعي/ و176 ألف طالب مقيد بالتعليم المجتمعى والتربية الخاصة. بالإضافة إلى 3 ملايين و339 ألف طالب مقيدين بجميع مؤسسات التعليم العالى العام والأزهرى.
أرقام مهمة تحتاج إلى التدبر فيها بالطبع لرسم ملامح مستقبل لنحو 27 مليون طالب وطالبة، ولكننى توقفت عند أحد أرقام البيان الرسمى للدولة والذى أشار إلى أن 33.7% من أفراد الأسر المصرية تقع فى الفئة العمرية أقل من 15 سنة، بينما 25٫5% من الأفراد فى فئة الشباب من سن 15- 29 سنة. وهو ما يعنى أن نحو ثلث الدولة المصرية ما زالوا فى مرحلة الطفولة تحت عمر 15 سنة، وإذا أخذنا بتعريف الأمم المتحدة لعمر الطفل وأنه يستمر حتى سن 18 سنة فربما نصل بنسبة الطفولة فى مصر إلى نحو 40% من عدد سكانها.
هنا نحتاج جميعنا وقفة جادة ومتأملة سعياً لوضع رؤية حقيقية بخطوات محددة قابلة للقياس تحدد لنا جميعاً - أسرة ومؤسسات دولة - ما نريده لهؤلاء الأطفال الذين يشكلون مستقبلاً لا بد لنا من التخطيط له بعناية.
نعم أعلنت مصر ملامح مشروعها القومى لتنمية الأسرة المصرية على خمسة محاور: محور ثقافى ذى صلة بزيادة الوعى بأهمية تنظيم الأسرة، محور اقتصادى لتمكين النساء فى المشروعات متناهية الصغر وإدارة المشروعات، محور التحول الرقمى لإنشاء منظومة متكاملة لقواعد البيانات فى وثائق الزواج والأسرة وتكافل وكرامة والتأمين على الأسرة المصرية وبيانات صحة أفراد الأسرة، محور تشريعى خاص بمنع زواج القاصرات وقانون العمالة وتسجيل المواليد، ومحور خدمى يتعلق بتوفير وسائل تنظيم الأسرة بالمجان وزيادة الأطباء المؤهلين. ولكن هذا المشروع القومى ينقصه محور الطفولة والتعامل معها وإعداد أعضائها لما يجب عليهم القيام به فى المستقبل.
حديثى ليس نوعاً من الرفاهية أو المثالية أو الرومانسية المجتمعية ولكنه حديث أمن قومى حتى لا نسأل أنفسنا عن غياب المؤهلين والكوادر التى يتوجب عليها حماية ما نقوم به اليوم من بناء، خاصة أنه لم يعد خافياً على أحد ما أصاب الشخصية المصرية من تراجع يؤكد حضوره فى أداء المهام الوظيفية أو أسلوب التعامل فيما بيننا.
ولذا إن كان أكثر من ثلث بلادنا مصر أطفالاً فلنسعَ لجعلهم سعداء فى الحاضر ومؤهلين للمستقبل حماية لبلادى وأمنها.