منذ اليوم الثالث للحرب على الفلسطينيين المدنيين من الجيش والشرطة والمحتلين الصهاينة وأنا أواجه نفس السؤال: «لماذا هذا التناقض اليومى فى تصريحات ومواقف الرئيس الأمريكى جو بايدن من الحرب التى أشعلها نتنياهو فى فلسطين المحتلة كلها وليس غزة فقط؟؟
ولماذا تمنع أمريكا بالفيتو صدور قرار إدانة لإسرائيل من مجلس الأمن فى خمس جلسات طارئة متتالية وفى ذات الوقت يطلب «بايدن» بحسم وعنف من «نتنياهو» وقف القتال وإنهاء الحرب على المدنيين!! فى الوقت الذى يتابع العالم إسرائيل مسحولة ومرعوبة من سيل الصواريخ التى تطلقها فصائل المقاومة الشعبية الفلسطينية من غزة ولبنان والأردن وسوريا وقد أصبحت إسرائيل كلها مرتعاً لصواريخ المقاومة وضربت صافرات الإنذار لأول مرة منذ 1948 فى كل بلدات إسرائيل!!
وكيف تتوالى تصريحات القادة العسكريين الأمريكيين دعماً للجيش الصهيونى وحق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها ولم نرَ أى دعم عسكرى خارجى مما نعرفه فى هذه الحالات!!
وكانت إجابتى طوال الأسبوع الماضى هى أن الرئيس «بايدن» يتعامل مع «نتنياهو» وأتباعه مثلما تعامل «بايدن» مع «ترامب» وأتباعه من المتطرفين العنصريين فى أمريكا.
إن الرئيس «بايدن» يضرب ويلاقى الكرة فى ذات المكان الذى أرسلها إليه.. وورّط «نتنياهو» وأتباعه فى الحرب البشعة ويحميهم ويشترى لهم الوقت ليرتكبوا أبشع الجرائم ضد الإنسانية وهو ما رأيناه من تضخم عدد القتلى من الأطفال والنساء الفلسطينيين وتدمير مكاتب 23 مؤسسة إعلامية وصحفية عالمية وغيرها.
عرّى الرئيس «بايدن» سياسة «نتنياهو» المتغطرسة وأهدافه العنصرية البشعة وفشله فى حماية الدولة والشعب، حيث هرب ما يقرب من ثلث سكان إسرائيل للخارج هلعاً وتوقفت كل أنشطة الحياة تحت وقع الإضراب العام للفلسطينيين وقُتل وأصيب ما يقرب من 197 إسرائيلياً وفقاً لما أذاعته قناة 13 الإسرائيلية وتقارير إعلامية متعددة وخرجت تظاهرات فى الكثير من دول العالم ورفع اليهود العلم الفلسطينى وأدانوا نتنياهو وعنصريته!! ولن يستمر نتنياهو والعنصريون فى السلطة أبداً. وفازت المقاومة الفلسطينية.. والله غالب.
كانت كل التقارير الصحفية تشير بوضوح إلى حالة البرود فى العلاقة بين الرئيس الأمريكى «بايدن» و«نتنياهو» وتعزى ذلك إلى الخلافات السابقة بين «نتنياهو» والرئيس الأسبق «أوباما».. وقد أغفل الجميع الإشارة إلى سياسة الديمقراطيين الجديدة ضد التطرف العنصرى والتى تعاملوا معها بكفاءة فى أمريكا، فأصبحنا نرى العنصرية فى أمريكا كالنار تأكل نفسها ويتساقط قادتها بسرعة وهو ما سنراه قريباً فى الأرض المحتلة، حيث سقط نتنياهو وأتباعه من اليمين المتطرف فى الفخ وخسروا سمعتهم التى لا تقهر وأدواتهم التى أصبحت متهمة عالمياً بالقتل للمدنيين واتحد يهود العالم ضد عنصرية الصهاينة و«نتنياهو» وحزبه.