لماذا تسكت أوروبا عن ملتقى الإخوان الذى تنظمه الجماعة تحت عنوان «ملتقى مسلمى أوروبا» وتقيمه فى سويسرا وباريس.
إنه محطة تنظيمية كبيرة، تحت سمع وبصر الجميع، ومع ذلك هناك تعمُّد للتغاضى عنه.
«الإخوان» تعمل فى أوروبا باسم اتحاد المنظمات الإسلامية، أو باسم الرابطة، وفى سويسرا يعملون باسم رابطة مسلمى سويسرا، التى تنظم هذا الملتقى.
الواجهة فى هذا الملتقى هى المبيت، لحضور دروس دينية، والإنشاد الدينى، ومحاضرات دينية وتعريفية، ومناقشات سياسية.
مؤتمر العام الماضى حاضر فيه الدكتور حسن أقيوسن، فرنسا، وهانى رمضان، ومنصف زناتى وهو عضو فى اتحاد المنظمات الإسلامية من تونس، ومحرم عاديلوفيتش، والدكتور العربى كشاط، والجزائر الدكتور خالد حنفى، وحسام شاكر، من مصر، والأستاذة بأمريكا صفوة عيسى، ومحمد نافذ جوهرى، من الهند.
من خلال هذه الأسماء سندرك على الفور أن هذا الملتقى هو مؤتمر للتنظيم الدولى، يشرف عليه الليبى عماد البنانى، وهو دينامو جماعة الإخوان الآن فى أوروبا، وهو فى الحقيقة المحرك الرئيسى لكل أعمال الجماعة فى القارة العجوز.
يساعد البنانى التونسى محمد كرموز، والجزائرى سلطان بو ذرة، وكلاهما تم تعيينه عقب إقالة رئيس اتحاد المنظمات عبدالله بن منصور، والعراقى عضو مكتب الإرشاد العالمى للجماعة، جابر بن أحمد الراوى، الذى انتقل الآن إلى مكتب الجماعة بلندن.
من هنا علينا أن نعرف أن الجماعة تهتم بشكل مباشر بأوروبا، وفى الأوراق التى حصلت عليها المخابرات الأمريكية فى منزل القيادى الإخوانى يوسف ندا، اتضحت خطتها من خلال تكثيفها للهجرة والزواج من أجنبيات، ونشر الإسلام وسط هذه المجتمعات، والاعتماد على اتحاد المنظمات الإسلامية وملتقياته كأداة لنشر أفكار الجماعة.
الأهم أن هذا الملتقى تتم إقامته فى مرحلة انتقالية تمر بها الجماعة بارتباكها فى مكان إقامتها واستعدادها للرحيل، ومن هنا فهى تستغل سوق الإسلام السياسى الرائجة الآن، وهى سوق ضد التوجه السلفى فى أوروبا وداعمة لأى توجه ضد «داعش» وأخواتها.
ما يشار إليه أن الجماعة تفرق بين مستويين من الشخصيات والقيادات، الأول منهما هم المحطات الفكرية التى ليس لها ارتباطات تنظيمية، إلا أنها تقوم بالتحرك لخدمة المرتبطين تنظيمياً وتوسيع دوائر الحركة لهم، وكذلك القيادات والشخصيات الإخوانية الأكاديمية فى أوروبا، والنوع الثانى هم التنظيميون.
وهذا الملتقى بالطبع هو من تجهيز التنظيميين.
أتوقع أنه سيتم خلال هذا المؤتمر الذى يتم التجهيز له دعم خطاب سياسى محدد للجماعة، يهدف للترويج لها، وأنها الوحيدة القادرة على مواجهة التنظيمات الإرهابية المسلحة، وهو ما يجب علينا أن نكشف زيفه وكذبه.