فيروس جدري القرود .. قصة شاب أصيب به وتحول جلده إلى ندوب «صور»
بين أخبار كورونا والفطر الأسود والأبيض والأصفر، يعيش الناس حالة من الذعر بمختلف دول العالم، ويسارع بعضهم في البحث عن طرق الوقاية من الفطر وأعراضه المختلفة، لينمو بداخلهم خوف جديد من فيروس جدري القرود والذي حذر منه أستاذ في علم الفيروسات بروسيا.
وسلط أليكسي أجرانوفسكي، أستاذ قسم علم الفيروسات بجامعة موسكو الحكومية، الضوء على فيروس جدري القرود، محذرا من أنه يمكن أن يؤدي إلى ظهور أوبئة جديدة، ولكن في الوقت نفسه أكد أنه لا داع للخوف ولكن يجب دراسة الفيروس بشكل متعمق، وأن فرصة انتقاله للبشر ضئيلة للغاية ودرجة العدوى منخفضة، وفقا لـ«روسيا اليوم».
وبحسب الموقع الرسمي لمنظمة الصحة العالمية، فأن فيروس جدري القرود ليس حديث المنشأ وإنما كان أول ظهور له في البشر في عام 1970 في جمهورية الكونغو الديمقراطية والتي عرفت سابقا باسم «زائير» في صبي يبلغ من العمر 9 سنوات في منطقة تم فيها القضاء على الجدري في عام 1968، ومنذ ذلك الحين، تم الإبلاغ عن معظم الحالات من المناطق الريفية والغابات المطيرة في حوض الكونغو، ولا سيما في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث تعتبر متوطنة.
وبحسب موقع «إن سي بي أي» الأمريكي المتخصص في الدراسات البحثية، أجرى العديد من الباحثين دراسات حول 6 مرضى من الكونغو الديمراقطية وأصيبوا يفيروس جدري القرود ، وراقبوا أعراضهم أيضا.
وبحسب الباحثون، فأن غالبية الحالات المصابة بفيروس جدري القرود والتي جرى الإبلاغ عنها ووثقتها منظمة الصحة العالمية كانت في جمهورية الكونغو الديمراقطية، وفي عام 1982 في منطقة «كيفو» المعروفة حاليا باسم منطقة «بونيا» الصحية، جرى اكتشاف حالة لطفل رضيع أصيب بفيروس جدري القرود بسبب لدغة شمبازي.
وأجرى الباحثون دراسة على 6 أشخاص من جمهورية الكونغو ورصدوا تطور أعراض فيروس جدري القرد لديهم فيما بين عامي 2011 حتى أغسطس عام 2014، حيث حقق مسؤولو الصحة في شمال كيفو في أربع حالات مشتبه بها من فيروس جدري القرود.
والحالات المصابة بفيروس جدري القرود هم، 2 من جنوب كيفو و4 من شمال كيفو، وبحسب نتيجة تحليل العينات التشخيصية في المختبر الوطني تم تأكيد الحمض النووي لفيروس جدري القرود.
فتاة تبلغ من العمر 28 عاما، طفلة تبلغ من العمر سنة و6 أشهر، شابان يبلغان من العمر 24 عاما و28 عاما، وطفل عمره 8 سنوات، وطفل أخر عمره عام ونصف، وكل الحالات السابقة كانت مصابة بفيروس جدري القرود.
وبحسب الموقع الأمريكي، فأن الشاب البالغ من العمر 24 ظهر عليه أعراض فيروس جدري القرود أثناء تواجده في مدينة «بوتيمبو» خلال 1 أو 2 سبتمبر من عام 2012، والأعراض التي ظهرت على الشاب في ذلك الوقت كانت حمى وطفح جلدي، واضطر لزيارة عيادة صحية في منطقة «موسينيني» الصحية.
وتطورت أعراض فيروس جدري القرود بعد ذلك، ليظهر طفح جلدي بدأ على الوجه والفم ثم امتد إلى الذراعين والجذع والساقين، وبعد ذلك تم نقل المريض إلى المستشفى في ندوكو، حيث تلقى العلاجات التالية «الإريثروميسين، الأسيتامينوفين، البروميثازين، فيتامين سي»، وظلت حالة الشاب ثابتة لمدة أسبوع ثم جرى نقله إلى المستشفى المركزي في كاتو في 8 سبتمبر من نفس العام.
وبسبب فيروس جدري القرود، ارتفعت حرارة الشاب بشكل مفاجئ عقب دخوله إلى المستشفى وأصيب بـ« طفح جلدي معمم، سعال، ظهور منتفخ في الوجه، و تم وصف الطفح الجلدي بأنه بثرات وبعض القشور ذات الللونين الأصفر والأسود، و تم عزله بعد تأكيد الإصابة بفيروس جدري القرود،ولكن تطور الأمر ليظهر لديه العديد من الآفات الجلدية تتطور إلى قشور، وندوب على الجذع والظهر واليدين والبثور على الفخذين، ولم يعرف ما إذا كان تعافى من الإصابات البالغة أم لا إلا أن نتيجة عينته بعد ذلك بفترة جائت سلبية.
وبعد متابعة المخالطين للمريض لمدة 21 يوما لم يصيب أيا منهم بفيروس جدري القرود، وتبين أن الشاب يعمل مزارعا و تعامل مع القرود التي قتلها الصيادون المحليون وتناول لحمها، ما تسبب في الإصابة بالمرض، وهو ما نفس ما حدث أيضا مع الشاب البالغ من العمر 28 عاما.
أما بخصوص الطفلة الرضيعة البالغة من عام و6 أشهر فتم عزل الحمض النووي لديها لتتأكد الإصابة بفيروس جدري القرود، وتبين أن كل الحالات السابقة احتكت بلحوم الطرائد أي لحوم القرود ما تسبب في العدوى، ولكن لم يظهر على المخالطين لديهم أي أعراض.
تعليقات الفيسبوك