غرفة واسعة، لا تعرف شيئًا عن الترتيب، بداخلها يقف شاب منهمك في عمله، من حوله تناثرت الأوراق والمناديل والأكياس البلاستيكية والخيوط، جميعها أشياء لا علاقة لها ببعض، ولكنها أدوات يستعين بها لينجز مهمته التي يعكف عليها لساعات طويلة، بداخل الغرفة صور للمشاهير في مجالات مختلفة تزينها، قد يبدو ذلك طبيعيا، ولكن المفاجأة تكمن في العمل الذي يقوم به الشاب، حيث يرسم صور هؤلاء المشاهير بواسطة تلك «الكراكيب» الموجودة حوله، ليخرج في النهاية صورة طبق الأصل منهم ولكن بأدوات قد لا يصدق البعض أنها تصلح للرسم.
محمد ناصر الشيخ، شاب رسام، يجسد صور الفنانين ولكن على طريقته الخاصة، حيث يرسمها بأدوات غريبة وطرق يتعجب منها من يراها، حيث يرسم بـ10 طرق وهي «زراير، سوست، مناديل، سكر، أرز، رمل، بلاستيك، شريط لاصق، أدوات تطريز، وخيوط»، لينتج لوحات فنية يصفق لها متابعونه.
منذ صغره، يهوى «ناصر» اللعب بالأوراق وعمل أشكال منظمة من الأشياء البسيطة حوله، يرسم بالجرائد ويصنع أشكالا بالبلاستيك، حتى كبر ونمت بداخله تلك الموهبة، لتصبح موهبته الأولى التي يشتهر بها «أي حاجة حواليا كنت بحولها للعبة أو أنتيكة ودلوقتي احترفت الموضوع وتعمقت فيه».
ذات مرة وهو يرسم لوحة للفنان محمد منير، باستخدام «الزراير»، تمنى لو تثبت الرسمة حتى يستطيع الاحتفاظ بها بعد كل هذا المجهود الذي يبذله في صنعها، وبينما هو جالس أمامها جاءته فكرة الرسم على «المناديل»، ومنذ حينها واحترف الرسم على المسطحات الخفيفة والغريبة، ليصبح الأول في مصر في هذه الطريقة على حد قوله لـ«الوطن»، «فيه ناس بترسم على المناديل بس أنا الوحيد اللي برسم بيها وبكون بيها الأشكال».
ومن المناديل للورق والخرز والخيوط وغيرها، أضحت رسومات «محمد» جاذبة للعيون، يستغرق في الواحدة منها نحو 4 أو 5 ساعات، ولكن الإشادات بها تعوضه عن تعبه، «رسمت الشيخ الشعرواي، أم كلثوم، محمد منير، محمود الخطيب، فؤاد المهندس، عادل إمام، عمرو دياب، وأحمد حلمي»، بالإضافة لآخرين من المشاهير.
يدرس «ناصر» بالفرقة الثالثة في كلية التجارة بجامعة حلون، وعلى الرغم من أن مجال دراسته يختلف عن موهبته، إلا أنه يسعى جاهدًا للتسيق بينهما، من أجل أن يوصل رسالة للجميع أن من أراد شيئَا وسعى له حتمًا سيطوع وقته لتحقيقه، «وأنا برسم ده الوقت الوحيد اللي بحس فيه أني مبسوط وعايش وبتنفس وفي حتة تانية خالص».
لدى الشاب العشريني ابن منطقة عين شمس، إيمانا بأن العقل الذي ينتج أفكارا لا يجب أن ينضب إن أغلقت في وجهه إحدى السكك، وهو ما دفعه لنشر رسوماته وبدأها بالمشاهير حتى تنال نصيبها من المشاهدة.
تعليقات الفيسبوك