«مؤسسة طبيب صلاح الدين الأيوبي».. لماذا «الشيخ جراح» في عين النار؟
حي الشيخ جراح في القدس
نشرت وزارة الإعلام الفلسطينية تقريرًا فندت فيه أسباب الصراع في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، وتناولت تاريخ الحي وواقعه وخلفيته التاريخية، وتتبعت أهميته الاستراتيجية.
وذكرت «الوزارة» في تقريرها:« يشهد حي الشيخ جراح في القدس المحتلة منذ 13/4/2021 أحدث جولات المواجهات بين شرطة الاحتلال الإسرائيلي والمواطنين الفلسطينيين احتجاجًا على قرارات إخلاء 12 عائلة مقدسية من منازل شيدتها عام 1956، والتي تزعم جمعيات استيطانية أنها أقيمت على أرض كانت مملوكة ليهود قبل 1948.
وأضافت:«هناك مواجهات وحراكات تركزت في حي الشيخ جرّاح وعموم القدس وانتشرت في كافة أنحاء الأرض الفلسطينية والعالم رافضة لتهجير العائلات الفلسطينية في الحي».
المؤسس.. طبيب صلاح الدين
وذكرت وزارة الإعلام الفلسطينية أن منطقة الشيخ جرّاح أخذت اسمها من الطبيب الشخص للقائد صلاح الدين الأيوبي حسام الدين بن الشرافي الذي لقب بـ«الجرّاح»، الحي الحديث في المنطقة بدأ تشكله حوالي عام 1865 حين انشأت بعض العائلات الثرية بيوتا لها في الجزء المرتفع منه والعديد من هذه المنازل تحولت لمنشآت عامة.
وأشارت إلى أن مساحة الحي تبلغ 808 دونمات، ويتطلب فهم قضتته العودة إلى نهاية القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر، ففي تلك الفترة اشتد اضطهاد اليهود في أوروبا (1310 هجري – حوالي 1795 ميلادي) وصل إلى القدس شخص يهودي هو يوسف بن رحاميم ميوحاس طالبًا للمساعدة، ومن باب تبلغ مساحة الحي 808 دونمات، ويتطلب فهم قضتته العودة إلى نهاية القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر، ففي تلك الفترة اشتد اضطهاد اليهود في أوروبا (1310 هجري – حوالي 1795 ميلادي) وصل إلى القدس شخص يهودي هو يوسف بن رحاميم ميوحاس طالبًا للمساعدة، ومن باب الحماية من الاضطهاد وإغاثة الملهوف أجرّ المواطن عبد ربه السعدي جزءًا من الأرض لمدة أقصاها 90 عاما للاجئ اليهودي لتوفير إقامة كريمة له.
العام الفيصل
ولفتت إلى أنه عقب نكبة 1948 غادر المستأجرون اليهود الأرض، وفي عام 1956 تم الاتفاق بين الحكومة الأردنية ممثلة بوزارة الانشاء والتعمير ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين على توفير السكن لـ 28 عائلة لاجئة في حي الشيخ جرّاح، وقدمت الحكومة الاردنية الارض وتبرعت وكالة الغوث بتكاليف الانشاء، كما ابرم عقد بين الوزارة والعائلات الفلسطينية تضمن قيام السكان بدفع أجرة رمزية على أن يتم تفويض الملكية للسكان بعد ثلاث سنوات من إتمام البناء، التزمت العائلات بدفع الأجرة ولكن حالت الظروف دون نقل الملكية.
الجمعيات الاستيطانية: تزوير وقرصنة
وذكرت أنه في يوليو 1972 سجلت جمعيات استيطانية ارض الحي مدعية أنها تمتلك الأرض منذ عام 1885 ولكن المستندات التي تم جلبها من الطابو التركي والأردني أثبتت أن إدعاء الجمعيات يعتمد على مستندات مزورة.
وفي عام 1982 بادرت الجمعيات إلى إقامة دعوى إجلاء ضد 24 عائلة تقطن الحي، وتوالت المحاولات وكان الاهالي يعتمدون دوما على اتفاقية الحكومة الأردنية مع الأونروا، والاتفاقيات بينهم وبين الحكومة الأردنية.
واستمرت محاولات إخلاء الأهالي من منازلهم، وفي 2009 تم اخلاء عائلات الكرد حنون والغاوي، وفي 2020 أصدرت محكمة الاحتلال قرارا بالإخلاء الجبري لاثنتي عشرة عائلة ونقل ملكيتها إلى مستوطنين بدعم من منظمات استيطانية، مثل منظمة نحلات شمعون وهي شركة استيطانية مسجلة في الولايات المتحدة الأمريكية، ونتيجة لهذا فان ما يقارب 500 مواطن فلسطيني مهددين وعرضة لحرمانهم من حقوقهم في الملكية والسكن ، ومطالبين بالإخلاء وتسديد 20 ألف دولار من كل عائلة فلسطينية لتغطية الاتعاب القانونية التي تكلفها المستوطنون اثناء المحاكمة.
كما صدر انذار من محكمة القدس المركزية الاحتلالية موجه لأربع عائلات باخلاء منازلهم قبل إخلائها بالقوة في 2 مايو2021، ولأربع عائلات اخرى بتاريخ 1 أغسطس2021.
وفي 29 أبريل 2021 زودت وزارة الخارجية الأردنية نظيرتها الفلسطينية 14 وثيقة اثبات ملكية لعدد من عائلات الشيخ جراح، وشهادة تقر فيها الخارجية الاردنية انه كان هناك فعلا اتفاقية بين وزارة الانشاء والتعمير القائمة انذاك ووكالة الأونروا، واتفاقيات مع العائلات الموجودة في الحي.
40% من الحي في دائرة الاستهداف
وأفادت وزارة الإعلام الفلسطينية بأن هناك عدة مشاريع تتعلق بتهويد الحي، ومنها أنه عام 2008 قدمت شركة «نحلات شمعون»، مخططًا لإقامة مستوطنة في حي الشيخ جراح قرب ما تدعي أنه قبر «الصديق شمعون»، مكونة من 200 وحدة استيطانية في الحي، وهو ما اعترض عليه السكان الفلسطينيون؛ لأن تلك المستوطنة ستقام على أرضهم ما يهدد بإخلائهم وهدم منازلهم.