الدكتور عمرو الشوبكي مش إخوان، لكن وجود الإخوان وكل أجنحة الإسلام السياسي تقدر تعتبر إنهم مبرر وجود الشوبكي من البداية والإسلام السياسي، وتحديدا الجماعة الإرهابية، طبعا هو يرفض هذا التصنيف.
كانوا بوابته لفترة النخب الفوارة التى ماتت قبل أن تظهر فى الفترة من (2011 حتى يونيو 2013)، يعني ايه الكلام ده؟ اشرح لسيادتك، جزء من مشكلة مجتمعنا إنه بيضع هالة حول كل من يسبق لقبه «د» وهو أمر منطقي لكن الفتي فى غير التخصص يغفل عنه المجتمع تحت كشافات نور الصفة الأكاديمية.
الدكتور عمرو تخصصه «إسلام سياسي» من جامعة السوربون العريقة، فى يوم وليلة مصر قررت أن مفيش حاجة اسمها إسلام سياسي، تفتكر هيبقى موقفه ايه من ثورة يونيو؟ باختصار موقفه هو اللى كتبه عن ثورتنا العظيمة فى النسخة العربية لإصدارات كارنيجي بأنها «ليست ثورة لكنها أكبر من مظاهرة» طبعا بغض النظر عن ميوعة التقييم لكنه بيعكس غرض دائم بوجود باب لعودة الإخوان، هذا الباب أو «شراعة الشوبكي» ظهرت خلال مداولات لجنة الخمسين وواجه وقتها انتقادات حادة.
وبالتالي كل نجاح لثورة يونيو ورمزها ممثلا فى الرئيس السيسي يعني تبخر لوجود الشوبكي الذى دخل السياسة من باب الصدفة القذرة، عندما أتاح له الإخوان المجال فى الانتخابات، وبعد هزيمة مرشحهم هتفوا الشوبكي فى مشهد كوميدي مثير.
حال الشوبكي فى هذا الأمر لا يختلف عن حال متخصصين الإسلام السياسي فى المراكز البحثية الامريكية والذين كانوا ومازالوا يهاجمون ثورة يونيو لأنها أنهت وجودهم ومصيرهم التحول إلى ذكرى مثل المتخصصين فى الحرب الباردة واللى انتهوا بسقوط حائط برلين ومع كل حدث بين أمريكا وروسيا يطلعوا يقولوا الحرب الباردة ما انتهتش.
الفرق أنهم بيحترموا معرفتهم ومن يقرأ لهم، لكن الدكتور عمرو يفتي فى السياسة مايقولش لا، يفتي فى التسليح مايقولش لا، يفتي فى مشروعات قومية ما يقولش لا، يفتي فى الإعلام مايقولش لا، ويفضل الدكتور عمرو مايقولش لا وبين الحين والآخر تجد تصنيف عجيب أنه من أنصار التيار التوافقي! اللى هو ايه؟ اللى هو الإخوان فصيل وطني والمشكلة مع اللى مسكوا سلاح؟ طبعا دى كارثة تانية لأن ده معناه إن اللى اتعلمه فى السوربون مش إنه يكون متخصص إسلام سياسي، لا أنه يكون عراب للإسلام السياسي، لأن أى واحد يمر على تاريخ هذا الفصيل الإرهابي الدموى يعرف أنه فكر ضد الإنسانية، لكن ده اللى بيرفض يقوله الدكتور عمرو ومايقولش لا، خراب الإخوان ده حكم مدني ديمقراطي، لكن عمار السيسي وبناء عاصمة حديثة حاجه مش على مزاج الدكتور عمرو، أمننا القومي يبقى مستباح وقت الجماعة عادى، لكن إننا ننجح مايعجبش الدكتور عمرو ويبقى ايه لازمة السلاح.
إلى الدكتور عمرو وكل عمرو مايقولش لا، طلعت ريحتكم، ثورة يونيو مش وجهة نظر- يتبع