«زمن الجلاليب جبر».. ترزي يعاني شلل قدميه وتراجع حال مهنته: عاوز بيت
«محمد»: ولادي بيشتغلو عمال زراعة.. وبعلمهم عشان مستقبلهم
محمد عبدالعزيز
لم تكن طفولته كبقية أقرانه، عاني مبكرا مع إعاقة في قدمه كانت سببا في أن تكون حياته مختلفة، حتى في كسب الرزق، فجعلته يبحث عن مهنة يكون الاعتماد الأكبر فيها على الأيدي، بعد سنوات يسعى جاهدا للتغلب على الظروف الصعبة للمهنة التي أوشكت على الاندثار، ليحارب هو وأسرته في محاولة توفير ما يكفل معيشتهم.
في سن عشر سنوات عاني محمد عبدالعزيز إبراهيم، الرجل البالغ من العمر 45 عاما، من إعاقة في قدمه بسبب شلل الأطفال، وعدم معرفة أسرته بأهمية ذلك التطعيم كان سببا رئيسيا للحالة التي وصل إليها، لم تكن الإعاقة وحدها السبب في حرمانه من طفولته، بل أيضا الظروف المعيشية الصعبة التي ولد فيها، كانت سببا في عدم تعلمه بالمدارس، ودخوله للعمل.
بدأ العمل في سن 11 عاما.. يعمل في أحد غرف منزله لعدم توافر مكان له
مهن عدة حاول «محمد» العمل بها، إلا أن إعاقته دائما ما كانت الحائل أمامه، ففكر في مهنة يعتمد فيها على يديه، ووجد ضالته في مهنة تفصيل الملابس «ترزي»، فالتحق بالعمل في أحد المحال الصغيرة بمسقط رأسه في مركز الحسينية بالشرقية، وهو في سن 11 عاما، وبعد 4 أعوام أتقن صنعته، واصبح لديه القدرة على حياكة الملابس وتفصيل التصميمات التي تطلب منه، «شغلنا معتمد على تفصيل الجلاليب والملابس وتظبيطها للكبار والصغار».
تمر الأيام وتسير مهنة تفصيل الجلباب في طريقها للاندثار عاما بعد عام، لتزداد معاناة الرجل البالغ من العمر 45 عاما، «الناس بقت بتروح للجهاز أحسن وأسهل، وكل يوم العبء بيزيد عليا»، فلديه 4 أبناء في مراحل تعليمية مختلفة، حرص على إلحاقهم بالتعليم ليعوضهم عما حرم منه في طفولته، ويطمح أن يصل كل منهم إلى مرحلة الجامعة حتى يتوافر لهم مستقبل أفضل.
قلة الزبائن دفعه أطفاله للعمل لمساعدته
ورغم أن «محمد»، ليس لديه محلا يعمل فيه، إلا أنه لم يستسلم لذلك، فخصص غرفة في منزله يعمل فيها في تنفيذ رغبات زبائنه الذين أصبحوا قلائل جدا، «كل فين وفين لما يدخل عليا زبون، ممكن يعدي عليا 15 يوم من غير ما ييجي حد يطلب حاجة»، كذلك تواجهه مشكلة أنه انتقل من منزل لآخر بكثرة، لاعتماده على الإيجار وبعد عدة أعوام يطلب منه مالكه الرحيل لاحتياجه إلى منزله.
الظروف المادية الصعبة التي يعاني منها دفعت أبناءه لمساعدته ماديا، فتعمل ابنته الكبرى الطالبة في الصف بالصف الأول الإعدادي، ونجله «محمد» الذي يدرس في الصف الخامس الابتدائي لمساعدته، فيعملان في أحد الحقول بعد انتهاء يومهما الدراسي، «بيشتغلوا في أرض زراعية يلموا محصول البطاطس أو يزرعوا خضار، عشان الدنيا تمشي ونقدر نمشي البيت ونعيش بقية أخواتهم».
رغم تلك المشكلات التي تقع على كاهل «محمد»، إلا أنه لا يحلم سوى بتوفير مسكن دائم له، وستعمل الأسرة على الاهتمام بكافة شؤونهم المالية والصحية، «أهم حاجة يكون بيت مستقر يسترنا أحنا بقالنا سنين بننقل من مكان لمكان».