«مياه ساقعة وعصير».. كواليس صورة توثق استقبال أهل غزة للعمال المصريين
أطقم فنية مصرية مزودة بمعدات هندسية وصلت إلى قطاع غزة الجمعة الماضي
استقبال العمال المصريين في غزة
على ركام حطام منازلهم في قطاع غزة المحتل، وقفوا يتنافسون أيهم يسبق الآخر في تقديم ما لذ وطاب من شراب بارد وحلوى، تشي بخصال الشهامة والكرم لشعب لم تنل الحرب منهم، وتعكس ما يكمن في صدورهم من شعور فرح، بموقف دولة تربطهم بها أواصر عريقة، تأخر عيدهم- رغم ثبوت رؤية هلاله في موعده- واحتفلوا به فور انطلاقة شرارة التعمير والبناء في بلادهم بسواعد ومعدات مصرية، يداعب شعاع الشمس وجوههم في وضح النهار، فتتجلى ابتساماتهم في انتظار مستقبل أفضل لهم ولأبنائهم.
لحظة وصول المعدات المصرية إلى قطاع غزة
في نهار الجمعة الماضية، وصلت إلى قطاع غزة، أطقم فنية مصرية مزودة بمعدات هندسية، للمساهمة في رفع أنقاض الدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي على القطاع، خلال الحرب الأخيرة التي اندلعت في مايو الماضي.
الأهالي على جانبي الطريق لاستقبال العمال المصريين
ومن بوابة المعبر وصولا إلى مقر وزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية، انطلاقًا منها إلى وسط مدينة غزة وبالتحديد برج الشروق، كان الأهالي في استقبالها على مشارف القطاع وكأنهم يزفون الموكب المهيب بمهندسيه وعماله وفنييه، راح المصور الصحفي «أشرف أبو عمرة» يوثق تلك اللحظات التاريخية بعدسته، يتنقل يمينا ويسارا من أجل صورة يخلدها الزمن.
علامة النصر في استقبال العمال المصريين في غزة
على جانبي الطريق الطويل، منذ بداية بوابة المعبر، اصطف الأهالي بكل أعمارهم نساءً ورجالًا وشبابًا وأطفالا، يستقبلون العمال والمهندسين بحفاوة وترحاب وأعلام مصر، «على طول الطريق من أول بوابة المعبر الأهالي ماشيين يهتفوا ورافعين علامة النصر وحاملين لعلم مصر مبسوطين بموقف مصر وفخورين بالمشهد».
يروي المصور «الغزاوي» لـ«الوطن» كواليس صوره التي تداولها العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وترصد لحظات دخول الأدوات المصرية إلى القطاع المحتل ضمن خطة إعادة الإعمار.
الأهالي يوزعون زجاجات مياه باردة وكاسات عصير على العمال المصريين
عزيمة بالغة تجلت واضحة في أداء العمال المصريين منذ أن استقرت المعدات، يصفها أبو عمرة، بقوله، «من أول ما استقرت المعدات في المكان المحدد لبدء التعمير بدأوا قبل المغرب بساعة تقريبا، في إزالة الركام من المنطقة، وكان واضح فيهم همة غير عادية عايزين يشتغلوا وبس»، فتوالى عليهم الأهالي يضيفونهم قدر استطاعتهم، «الأهالي بدأوا يوزعوا عليهم أزايز المياه الباردة وهما شغالين».
بالقرب من برج الشروق السكني الذي انطلقت منه شرارة التعمير في القطاع المحتل، توافد عمال أحد محال العصائر الشهيرة هناك «في محل عصير كبير هناك اسمه براد كاظم، بدأ العاملون فيه يوزعوا كاسات عصير على العمال، وعشان يخففوا عنهم حرارة الجو»، في مشهد يعكس فرحة أهالي القطاع بموقف مصر وحكومتها في أزمتهم الأخيرة، بحسب قول «الغزاوي».