محمود
ألم شديد في منطقة البطن عند «محمود» الذي يبلغ من العمر 21 عاما، دفع والدته صابرين محمد، من محافظة الإسكندرية، للذهاب إلى الطبيب لتشخيص حالة ابنها من ذوي الاحتياجات الخاصة، خوفها الشديد عليه جعلها تسعى لتخفيف الألم الذي يعاني منه بأي وسيلة، لكنها لم تكن تدرك أن ما سيلحق به سيكون أشد ألما، وعند الطبيب عملت الأم أنه لا بد من إجراء جراحة عاجلة بالمرارة بسبب حدوث انسداد داخلها.
خطوات سريعة اتخذتها «صابرين» في سعيها لإنقاذ ابنها المريض، ذهبت لعدة اطباء ولم يتمكن أحد من تشخيص حالته، تفسير الألم غير مفهوم، الجميع في حيرة من أمرهم، ما الذي يشعر به هذا الشاب، وماذا يؤلمه، التشخيص الظاهري لا يوضح أسباب شكوى «محمود»، لتجد الأم نفسها في حيرة من أمرها، كيف لها أن تظل تسمع أنين ابنها وتتركه، ولكن بعدما محاولات عديدة، عثرت «صابرين» على طبيب أوضح لها أن الألم بسبب انسداد في القناة المرارية، ولا بد من التدخل الجراحي منعا لحدوث مضاعفات غير محمودة العواقب: «سمعت كلامه وعملنا العملية فعلا، ولما خرج لاقيت جرح كبير جدا في البطن فاستغربت، ليه كل الفتحة دي، فبسأل الدكتور فقالي ده عادي، كنا بنستكشف، وكنا هنفتح أكتر من كده كمان».
شق طولي مخيف وغزر متعددة، وألم الشاب لا زال مستمرا، ولكن لم تجد «صابرين» أمامها سوى العودة إلى المنزل رفقة ابنها، ليأتي ثاني يوم بعد إجراء العملية، وتكتشف الأم أن الجرح يخرج مادة سائلة بيضاء اللون ولها رائحة كريهة: «عملنا العملية من 15 يوم، لكن تاني يوم لاقيت حاجات بيضا بتنزل من الجرح، جريت تاني على الدكتور قالي إعملي مزرعة، علشان نحدد نوع المضاد الحيوي لأن ده صديد، ولما روحت عرفت إن الصديد ده كان بسبب بكتيريا جات لابني بسبب العملية».
لم تقو الأم على تحمل تكاليف العلاج، ولكنها استعانت ببعض الأصدقاء ليمنحوها بعض الأموال اللازمة لشراء المضاد الحيوي: «استلفت علشانه، المضاد الحيوي بـ 4000 جنيه وعايز كذا علبة، وأنا مش عايزة أي حاجه غير إني أعرف ماله، محتاجة دكتور كبير يشوفه ويطمني عليه».
تعليقات الفيسبوك