خلال سنوات طويلة مضت كانت تسيطر على المصريين فكرة الظروف الصعبة التى تعيشها الدولة، والتى لا يصلح معها مبدأ الحلم أو تحقيقه.. بمعنى أن الصعوبات التى تعانى منها الدولة تمنع الأشخاص من أن يحلموا أو يحققوا أحلامهم.
جانب كبير من هذه الفكرة أو هذا المعتقد كان صحيحاً.. فحتى تتمكن من السير فى طريق حلمك لا بد أن يتوافر الحد الأدنى من الظروف التى تساندك فى السير، أو تترك لك الطريق على نسبة معقولة من التمهيد.
وعلى مدار سنوات طويلة كانت هناك صعوبات على كافة المستويات.. صعوبات فى التعليم.. صعوبات فى الخدمات الإدارية.. مشكلات فى التشريعات المتقادمة.. مشكلات فى البنية التحتية.. مشكلات فى الدخول النقدية.. صراعات غير عادلة مع المقربين للسلطة.
لذا كان اليأس يسيطر على نسبة كبيرة من الشباب، ويمنعهم من أن يفكروا مجرد تفكير فى حلمهم، ومع ذلك كان هناك من يحارب ويتحدى ويتمتع بالعزيمة والإصرار اللازمين للوصول للحلم، مهما كانت الصعوبات، ولكن فى الحقيقة هؤلاء كانوا يمثلون نسبة ضعيفة للغاية.
الآن.. وبعد ما مرت به الدولة المصرية خلال السنوات الماضية وتحديداً منذ 2015، من إصلاحات وحالة تطوير شاملة فى كافة المجالات، ووجود قيادة سياسية واعية وداعمة للشباب، ووجود أجهزة رقابية متيقظة، وتراقب عن كثب مؤشرات الفساد فى كافة المؤسسات وتحاربه من أجل نشر العدل والمساواة فى الفرص بين الجميع.. أصبحت جميع الظروف مواتية للحلم، وأصبح لا مجال لليأس أو الخوف أو التراجع.
وأصبح كل منا مطالباً بأن يحلم ويسعى لتحقيق حلمه.. جميع الظروف تهيأت للنجاح، وجميع الطرق أصبحت ممهدة للوصول للحلم، فقط مطلوب منا أن نعمل ونجتهد، وننظم أوقاتنا ونوزع جهدنا حتى نصل إلى ما نريد.
من يحلم بتكوين المال.. أصبح المجال مفتوحاً أكثر من أى وقت مضى للاستثمار، وأصبحت فرص التمويل متوافرة، وبفوائد لا تذكر، وأصبحت الدولة تساند جميع الشركات الناشئة وتطور من أدائها حتى تنمو وتزدهر وتدفع معها اقتصاد الدولة.
ومن يحلم بالتفوق العلمى، أصبح النظام التعليمى أكثر تطوراً، وعدالة، وأصبحت الجامعات الحكومية تعيش عصراً ذهبياً على مستوى التخصصات العلمية المختلفة، خاصة التخصصات الجديدة التى ظهرت لأول مرة خلال الفترة الأخيرة مثل الذكاء الاصطناعى، والبرمجة.
ومن يحلم بالارتقاء الوظيفى الحكومى أصبح النظام الإدارى فى الدولة شديد الصرامة، وبعيداً كل البعد عن مفاهيم الوساطة والمحسوبية التى كانت سائدة من قبل، وأصبح كل مستحق للترقية يحصل عليها، وكل مستحق لمنصب معين يصعد إليه.
هكذا الأمر فى كل المجالات: «شماعة الظروف الصعبة» سقطت، وأصبحت الآن تواجه الحقيقة: إما أن تصعد بمجهودك أو أن تبقى برغبتك!