مي
بعيداً عن البرمجة والزحام وعوادم السيارات، التى انغمست فيها لأعوام عديدة، وجدت ذاتها على أعلى قمة جبل عباس باشا بسانت كاترين، وبدلاً من أن تتابع الشروق بعينيها، شعرت كأن الشمس أنارت داخلها بأشعتها الذهبية، لتكتشف سعادتها المفقودة وشغفها البالغ، وتسارع بتسلق أعلى جبال مصر وأفريقيا، ولكن أعاقها فيروس كورونا المستجد عن استكمال حلمها، لتستغل فترة الإغلاق فى تدوين كتابها «العشر الأعلى.. حلم وتحقق».
مى عادل، 41 عاماً، تشارك فى الدورة المرتقبة من معرض القاهرة الدولى للكتاب، بخلاصة تجربتها ونصائحها لمتسلقى الجبال بطريقة أدبية مبسطة، من خلال كتابها الذى تعتبره بمثابة «حلم وتحقق» مثلما يحمل اسمه، بعد أن أجرت بحثاً واسعاً عبر الإنترنت عن كتب الجبال باللغة العربية، ولم تتمكن من العثور على أى شىء.
قبل 8 أعوام كانت «مى» تحظى بحياة رتيبة فى الفيوم، كونها تعمل مبرمجة كمبيوتر، وحصلت على الماجستير فى نظم المعلومات، لتحلم بحصد الدكتوراه أيضاً لاحقاً، ولكن لم يتم تسجيلها من قبَل الجامعة، لتعيش فترة اكتئاب شديد طويلة، سعت للخروج منها بالتفكير فى لحظات السعادة التى عايشتها مسبقاً، ليتبادر إلى ذهنها رحلتها بسيوة التى استمتعت فيها، لتتواصل مع إحدى صديقاتها، وتقرران السفر معاً لجبل عباس باشا.
حرصت «مى» لاحقاً على أن تشارك فى رحلات شهرية، ثم كل أسبوعين، ثم أسبوعياً، لتتمكن فى عام 2016، من صعود 16 جبلاً، ولكنها قررت التخلى عن ذلك الشغف فى العام التالى، بسبب مرض والدتها الشديد، لتلازمها فترة طويلة لحين وفاتها، التى كانت صدمة بالغة بالنسبة لها، ليشجعها والدها على العودة لتسلق الجبال، رغم رفضه الشديد لذلك مسبقاً.
تسلقت «مى» أعلى 10 جبال بمصر، وتمكنت من صعود القمم السبع الأعلى بالعالم، ثم جبل كلمينجاروا فى 2020، الذى يُعتبر أعلى قمة فى أفريقيا، وتحلم بأن تتمكن من صعود قمة جبل إيفريست الأعلى بالعالم خلال الفترة المقبلة.
تعليقات الفيسبوك