فى مقالى السابق يوم الثلاثاء على صفحات «الوطن» كتبت عن دور أحد أدعياء التدين الزائف فى بلادى والمعروف باسم محمد حسان، فى تجنيد طلبة من مصر والأزهر للسفر إلى سوريا للانضمام إلى داعش. وهى معلومات سبق التعرض لها منذ العام 2016 بعد القبض على مترجم داعش فى سوريا وأخذ اعترافاته.
اليوم أعرض لكم وثيقة أطالب بضمها لقائمة الاتهامات لذلك المدعى على الدين هو ومن يشبهه ويسير على خطوه، لنفهم ما لعبه هؤلاء المنتفعون من أدوار رفعوا فيها شعارات الدفاع عن الدين بالتمويل الإقليمى والدولى. فإذا كنا رفضنا تمويل منظمات الغرب لأسماء ادعت التغيير والديمقراطية بينما هى مخربة، فالواجب لبلادى أن نرفض ونفضح هؤلاء أيضاً.
تعود الوثيقة إلى مصرف ليبيا المركزى بتاريخ 24 سبتمبر 2008 وموجهة إلى الأخ أمين اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجى والتعاون الدولى فى ليبيا، لتحيطه علماً بقسائم السحب النقدى لثلاثة أسماء، من نجوم فى مجال ما أسموه زوراً بالدعوة الإسلامية، وهم بالترتيب: الشيخ الداعية محمد حسان بمبلغ 3 ملايين دولار أمريكى، والداعية عمر عبدالكافى بمبلغ مليون ونصف مليون دولار أمريكى، والداعية صفوت حجازى بمبلغ مليون ونصف مليون دولار أمريكى!!! لتؤكد الوثيقة بتمام الصرف والتحويل بتاريخ 24 سبتمبر 2008.
دعونا ننظر أولاً إلى الأسماء الثلاثة الواردة فى الوثيقة لندرك حجم ما ابتلينا به من إرهاب وإعداد ممنهج لفكر متطرف بمال سياسى مدفوع من دول عربية وغربية للأسف. فالأول حسان كان له أنصار يغلقون الشوارع التى يخطب فى مساجدها تحت سمع وبصر الأمن للأسف فى بلادى لسنوات طالت وانتهت لما انتهينا إليه، ناصر مرسى والإخوان وجند طلاباً للسفر إلى داعش عبر تركيا بالمال والتسهيلات واليوم مطلوب فى قضية دواعش إمبابة.
والثانى نجم آخر فر من مصر منذ بدايات الألفية الثالثة بعد فضائح إرهابه وعلاقاته وتهديده للسلم العام فى البلاد وذهب ليعيش فى الخليج، مدعياً سماحة الفكر وما زال يخدع الكثيرين إلى يومنا هذا، دون أن يسأل أحد من أين له هذا وكيف يتوافر له الوجود والتأثير رغم كل ما يحيط به من غموض؟
أما الثالث فصاحب عبارة مرسى خط أحمر اللى يرشه بالميه أرشه بالدم، ما أرقه من داعية بحق، وقد كان إمام مسجد دعوة الحق ثم تحول إلى مرشح انتخابى عن حزب البناء والتنمية فى انتخابات الرئاسة 2012، ثم صار واجهة إخوانية وقت حكم الإخوان ووقت اعتصام رابعة، وتأكد ضده مؤخراً الحكم بالإعدام من محكمة النقض فى قضايا الإخوان الإرهابية فى 2013، ولكن لكم أن تتخيلوا أنه هو أيضاً لُقب بـ«داعية»!
وكم من متاجر يحمل لقب الداعية، وكم من إرهابى حمل ذات اللقب، وكم من خائن يصول ويجول باسم الدعوة للدين. من هنا يأتى تساؤلى ونحن نعلن عن الجمهورية الجديدة لبلادى بعد ما عانيناه من مواجع كادت تطيح بالبلاد على مدار السنوات الماضية.. هل يجوز فى الجمهورية الجديدة أن يستمر هذا العبث الفكرى والدينى والوطنى؟ هل يجوز أن يستمر هؤلاء فى غسيل عقول شباب مصر المنوط بهم حماية الجمهورية وتنميتها المستدامة؟
لا يا سادة.. لا يجوز ونخسر إن غضضنا الطرف.