كاتب صحفي: بدء الملء الثاني للسد يثبت سوء نية إثيوبيا تجاه دول المصب
سد إثيوبيا .. صورة أرشيفية
قال الكاتب الصحفي محمود بسيوني، إن الدولة المصرية ذهبت خلال العمل الدبلوماسي في ملف السد الإثيوبي لأقصى مدى، وذلك لإثبات حسن نيتها، كما أن الدول الأفريقية التي كانت في السابق منحازة للموقف الإثيوبي بشكل كبير، غّيرت موقفها الآن، موضحًا أن مصر الآن تتعرض لتهديد حياتها بسبب هذه التصرفات الإثيوبية، رغم أنها التزمت منذ اليوم الأول بالاتفاقيات والإعلانات التي أبرمتها في السابق، وتحدثت مع الجانب الإثيوبي أكثر من مرة على ضرورة وجود اتفاق قانوني ملزم قبل الملء الثاني للسد.
وأضاف «بسيوني»، خلال مداخلة هاتفية على شاشة «extra news»، أن الدولة المصرية ليست ضد التنمية لأي دولة، وليست ضد إثيوبيا في التنمية، والاستفادة من مواردها الطبيعية لتوليد الطاقة، ولكن ليس على حساب المصريين، أو على حياتهم المرتبطة بمجرى النيل، موضحًا أن ملف السد الإثيوبي يُعد قضية حياة للشعب المصري، كما أن مصر تلتزم بكافة الحلول السلمية والدبلوماسية لحل الأزمة، وهو ما دعى مصر للذهاب لمجلس الأمن، وطلب مناقشة عاجلة، بالتنسيق مع السودان، من أجل حل الأزمة.
وأشار الكاتب الصحفي، إلى أن سد إثيوبيا، سيتسبب في خطر شديد على حياة المصريين والسودانيين، وهذا التصرف الأحادي من الجانب الإثيوبي، لا يرتبط بإعلان المبادئ الذي تم توقيعها في 2015، وإعلان إثيوبيا أمس بدء الملء الثاني للسد يؤكد أنها مستمرة في العمل بسوء نية تجاه الحقوق المصرية والسودانية، موضحًا أن ما يحدث في تيجراي ربما يكون السبب في إقدام إثيوبيا على ذلك، فضلًا عن رغبة النظام الإثيوبي في التغطية على التشكيك في شرعية الانتخابات التي جرت منذ أسابيع والتي لم يُعلن حتى الآن عن نتائجها.
وأوضح أنه رغم مرور أسبوعين على الانتخابات في إثيوبيا، إلا أن النتائج لم تظهر بعد، وربما تدخل الأخيرة في نفق مظلم حال إعلان النتائج بشفافية، فما قامت به إثيوبيا حاليا هو محاولة بائسة ويائسة من أجل التفاف الشعب الإثيوبي حول القيادة، بعد المشاهد المأسوية التي ظهرت في تيجراي، التي ارتكب فيها النظام الإثيوبي جرائم حرب، موضحًا أن قوات تيجراي قامت بأسر العديد من الجنود التابعين للحكومة الإثيوبية ونظموا مسيرة كبيرة بالآلاف.
وأكد بسيوني، أن الحق في الحياة، هو الهدف الأسمى لدى حقوق الإنسان، ثم يأتِ بعد ذلك الحق في التنمية، فلا يمكن لأي منظمة دولية، بما فيها الأمم المتحدة، أن تقبل مغالطات منطقية، ولا يصح أن يقول أحد أن حق التنمية مقدم على حق الحياة، فسد إثيوبيا يُعد تهديدا لحياة المصريين، كما أن مصر كانت تدعم إثيوبيا في حقها للتنمية، بل كان من الأولى أن تتعاون إثيوبيا مع مصر، التي عرضت عليها أكثر من مرة أن تمدها بالكهرباء اللازمة، وألا تلجأ لهذا الإجراء الأحادي، كما أن مصر عرضت تحويل مجرى النيل لمجرى ملاحي من البحر المتوسط لبحيرة فكتوريا.
وأردف أن مصر تُعد شريكا للتنمية في القارة الأفريقية، وداعمة لمصالح الجميع، فقوة مصر من قوة أشقائها، ومصر تعمل بالتعاون مع الأشقاء الأفارقة كي تصنع من القوة الأفريقية قوة للعمل المشترك، لكن إثيوبيا تقوم بتدمير كل ما يقوم به الاتحاد الأفريقي لحل النزاعات وإسكات البنادق، «إثيوبيا تقول للجميع أنها لا تريد حلا ولا تعبء بحقوق دول المصب، ولا القانون الدولي ولا إعلان المبادئ التي استندت إليه في بناء السد، كما إن إثيوبيا وضعت الجميع في مأزق سياسي ودبلوماسي شديد جدًا بما فيهم مجلس الأمن».