من أوراق التحقيق.. «شعيشع» هجرته زوجته لكفره فآمنت به ممرضة: جمعتهما علاقة آثمة
تعبيرية
انتهت الحلقة السابقة من حكاية صلاح شعيشع طبيب الإجهاض الإسكندراني، مدعي النبوة، بدخوله على زوجته وهي نائمة، صارخا أنه نبي، وأنه رأى نورا في منامه يصعد منه تجاه السماء، وهي المرحلة التي وصل إليها ذلك الطبيب بعد فترة عزلة طويلة، وعمله بالدجل والشعوذة، وتحضير الجان لمدة 5 سنوات، تجول خلالها داخل عالم السحر والماورائيات، ولأنه كان يجد في نفسه أفضلية عما حوله، كان يبحث عن شيء جديد يتوافق مع قدراته، ويحقق له الزعامة التي يصبو إليها، والتي لم يقنعه الوصول إلى زعامة طريقة صوفية، بل كان يطمح إلى غير ذلك، إلى زعامة تبسط سيطرته على الجميع.
هجر زوجته بعدما اتهمته بالجنون
لم يضيع «صلاح» وقتا بعد أن اتهمته زوجته بالجنون، عندما أيقظها ليلا ليخبرها أنه نبي، ولم يحبط أو يتسلل اليأس إليه، وفشلت الزوجة تماما في إقناعه بالعلاج النفسي، ليقرر أن يتركها ويرحل، وهو يجدد دعوته لها بالإيمان به، مدعيا وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بالجسد فقط، أما روحه فانتقلت إلى جسد «صلاح»، لكن الزوجة أصرت على تكذيبه، فهجرها إلى حيث من سيؤمن بأكاذيبه.
علاقة مع الممرضة
عاد «صلاح» لعيادته القديمة ليقيم فيها، بصحبة ممرضة تعمل معه، وعندما علمت زوجته بعلاقته المحرمة بالممرضة، طردته نهائيا من منزل الزوجية، فطلقها وتزوج من الممرضة، وأقام معها في شقة مجاروة للعيادة القديمة، وحسب اعترافاته إنه قرر نشر دعوته على نطاق ضيق، لأنه جرب مرة أن يعلن عن مزاعمه بشكل علني فكاد أن يموت ضربا، حيث قال في اعترافاته، «إن حي محرم بك وقتها به تيارات دينية مختلفة لا تتفق وميوله، وربما يخلق ذلك مجالاً للصراع، ويكون فيه هدم لدعوته».
وكان قد أفتى ذات مرة بين جيرانه، بأن من يؤدون صلاة الجمعة كافرون، لأن صلاة الجمعة لا تجوز إلا خلف الإمام، ولا بد أن يكون هذا الإمام نبيا، وحين انتهى من فتواه رأى الذعر والذهول على وجوه السامعين فانخرس لسانه ولم يكمل كلامه.
طرق جديدة للكذب
بدأ «صلاح» في نشر مزاعمه بين الفقراء وبين أهله وأصدقائه ومن تربطه بهم صلات حميمة، وراح يبشر من يريد بالجنة لأن المعاصي والذنوب التي ارتكبوها مشطوبة حتى قبل أن يقعوا فيها، وأخـذ يدّعي بأن الرسول قد عاد وتجسد في شخصه، وأنه - بهذه الصفة - حبيب الله، لذلك فهو عالم بأسرار الدنيا والآخرة والغيب أيضاً، ويضمن الجنة لمن يعتقد في دعواه، فتغفر له ذنوبه ما تقدم منها وما تأخر.
ولم يكتف بذلك، وإنما راح يفسر القرآن على هواه، ويعد من التعاليم ما يتفق ونزواته، فأباح كل الأمور لنفسه ولمريديه من بعده، وابتدع طريقة صوفية جديدة أطلق عليها «الطريقة الصلاحية الشاذلية الزينية المحمدية»، وظل على هذا المنوال يتسلل إلى من حوله خلال فترة السبعينات، التي أطلق بعدها دعوته بشكل علني.
نكمل الحلقة القادمة..