من أوراق التحقيق 1: الشيخة منال راقصة مثقفة تدعي النبوة وتسقط الفرائض
قصة خريجة المدارس الفرنسية مع الجن والمشايخ دائما تنتهي بالسجن
الشيخة منال
لا يتوقف نهر «بيزنس الدين» عن الجريان فى مصر، تتلاقى فى مساره تيارات عديدة، منها مدعي النبوة، وهم الأكثر شططا واختلالا وجرأة، بحيث يخرجون من التيار السائد تماما، وينسلخون منه لصياغة وحفر مجرى جديد.
فى حلقات سابقة تقصت «الوطن»، أثر الدكتور صلاح شعيشع، أشهر من ادعوا النبوة فى مصر، وكيف تحول من طبيب سئ السمعة، إلى ادعاء كامل للنبوة، وفى هذه الحلقات، نحكى من واقع التحقيقات حكاية «الشيخة منال»، إحدى أشهر الشخصيات النسائية التى ادعت النبوة.
مسار الشيخة منال، تميز بالغرابة، فقد بدأت حياتها راقصة، وطالبة حقوق تجيد الفرنسية بطلاقة، ثم تحولت إلى واحدة من أكثر نساء مصر نفوذا، وسطوة، بعد أن ادعت أنه يأتيها وحى من السماء، وكان من بين اتباعها شخصيات نافذة.
نشأة الشيخة منال: مدارس فرنسية
الشيخة منال، من مواليد نهاية الخمسينات، بالقاهرة، ولدت لأسرة متوسطة، ميسورة الحال، كانت تتمتع بجمال أخاذ، وملامح تبدو أجنبية، منذ صغرها جمعت بين الجمال والذكاء، لم يبخل عليها والدها ، وحيد مناع بشىء، فألحقها بمدرسة فرنسية منذ المرحلة الابتدائية، وظلت متفوقة فيها، حتى اتجهت للرقص فى المرحلة الثانوية، ثم التحقت بكلية الحقوق بجامعة القاهرة، ووزانت بين دراستها وعشقها للرقص.
الزواج.. وحكايتها مع الشيخ السورى
تزوجت «منال»، فى بداية الثمانينات من محام مشهور، وأنجبت منه فتاتين، أكبرهما تدعى «ليلى»، عملت بالرقص لاحقا فى فترة من حياتها مثل والدتها، لم تدم زيجة «منال» طويلا، حيث كانت ترى أنها جديرة بزيجة تليق بجمالها وذكائها، لكنها بعد الطلاق أصابها الاكتئاب والضيق، وفقا لأقوالها فى التحقيقات، فقد كانت تتابع فى تلك الفترة أخبار الشيخ السورى «محمد عيد»، الذى كان يعمل معالجا روحانيا فى دبى، ويدير مسجدا باسمه، وله اتباع من كل مكان، وتم ضبطه لاحقا فى وضع مخل مع سيدة، بعد 30 سنة من عمله فى الدجل والشعوذة، لكنها كانت مؤمنة به لدرجة أنها ذكرت أنه كان يأتيها فى أحلامها.
ملبوسة بالجن.. لقاء منال بـ شيخ «الطريقة البيومية»
ظلت «منال»، تتخبط خلال فترة الثمانينات حتى عام 1988، عندما قررت ترك الرقص، واقتنعت تماما أنها ملبوسة بالجن، فطافت مصر وراء الدجالين والمشعوذين، حيث تقول في التحقيقات: «حالتى لم تتحسن، دايما مخنوقة، وبالليل بحس أن حاجة لابسنى وخنقانى»، ظلت حائرة وهائمة هكذا حتى تعرفت على الرجل الذى سيقلب حياتها رأسا على عقب وهو الشيخ عمر أمين حسانين، أحد مشايخ الصوفية فى منطقة المنيل بالقاهرة، حيث كان الرجل وقتها معروفا بأنه شيخ لطريقة صوفية اسمها «الطريقة البيومية».
كان لقاؤها بالرجل ساحرا، لدرجة أنها قالت أنها للمرة الأولى منذ سنوات تشعر بمثل هذه الراحة، فرافقت الرجل ولم تبتعد عنه لأكثر من عامين، حيث ظلت ملازمة له وأطلقت عليه لقب «عمى عمر»، ثم تزوجت منه فى بداية عام 1990، وكانت مسئولة عن ترتيب حضراته وحفلاته مع مريديه، لكن الأمور لم تستمر طويلا على هذا المنوال، حيث تم القبض عليه ومات فى السجن عام 1993، لتجد «منال» نفسها وريثة لطريقته وأتباعه، لتبدأ مشوارا جديدا نحو السلطة والجنون.