سياسيون تونسيون: توقيت القرارات مناسب.. و«الإخوان» يستعدون للتصعيد العسكري
المظاهرات امتدت إلى جميع البلدان التونسية
أكد عدد من السياسيين التونسيين لـ«الوطن» أن قرارات الرئيس قيس سعيد بإقالة الحكومة وتجميد عمل البرلمان التونسى عقب احتجاجات شعبية فى ظل الممارسات الإخوانية التى تقوم بها حركة النهضة التى أوصلت البلاد إلى منعطف خطير سياسياً واقتصادياً وأمنياً وصحياً، جيدة وجاءت فى التوقيت المناسب.
«غابري»: حركة النهضة أشد دماراً من الحرب
وقال السياسى التونسى محمد الهادى غابرى إنه كان من المفترض مساندة الحراك الاجتماعى التونسى منذ البداية للتعجيل بإنهاء منظومة الفساد والإفساد التى تسببت فيها حركة «النهضة» الإخوانية من أجل الإسراع بإعادة إعمار تونس، مضيفاً أن الضرر الذى أحدثته هذه المنظومة الإخوانية الفاسدة أشد دماراً من حرب طاحنة.
«جريو»: المتظاهرون خرجوا لإنقاذ الوطن
وأكد عثمان جريو، منسق الحملة الرسمية للرئيس التونسى قيس سعيد، أن من خرجوا أمس إلى الشوارع والميادين فى جميع أنحاء المدن التونسية هم من غير المسيَّسين والمتحزبين، وخرجوا من أجل الوطن، ومن أجل تونس، للوقوف ضد من أرادوا العبث بمقدّرات الشعب التونسى.
وقال الناشط السياسى مهدى بن سعيد إن ما حدث أمس فى تونس ثورة وإن بلاده تحررت من جماعة الإخوان الإرهابية، مؤكداً أن الشعب التونسى «حر» ويرفض أن يكون تحت حكم الجماعة الإرهابية والمتآمرين معها، مضيفاً: «اليوم تونس تفرح وتنتصر على الإخوان، وعيد الجمهورية اليوم عيدان، لأن الشعب انتفض ضد الغنوشى ورفاقه».
ورد «بن سعيد» على تهديدات حركة «النهضة» و«الغنوشى» بالقول إن الشعب التونسى سيحمى ثورته الحقيقية لا ثورة الإخوان التى حاولت تحويل تونس إلى لعبة بيد التنظيم الدولى للإخوان الإرهابى، مشيراً إلى أن حركة النهضة تورطت فى كثير من الجرائم، منها تسفير الشباب للقتال فى بؤر التوتر مثل سوريا وليبيا، ودعموا الجماعات المتطرفة، فضلاً عن تورطهم فى ملف الاغتيالات وتشكيل جهاز أمنى موازٍ حاول اختراق كل مؤسسات الدولة التونسية وأخونتها. وتابع: «اليوم الشعب التونسى قال كلمته وخرج ضد هذه الجماعة، وما قام به الشعب هو الثورة الحقيقية وليس الثورة التى يتحدث عنها الإخوان».
وبالنسبة للسيناريوهات المقبلة، قال فاضل الطياشى، الكاتب والمحلل السياسى التونسى، إن الأوضاع فى تونس ستشهد تغيرات خلال الفترة المقبلة بعد دعوة حركة «النهضة» المواطنين للنزول إلى الشوارع لتصحيح الأوضاع.
وأضاف «الطياشى»، فى تصريحات تليفزيونية، أن الشعب التونسى تجاوب مع قرارات الرئيس قيس سعيد ونزل إلى الشوارع لإعلان التأييد، الأمر الذى قد يعيق توافد أنصار حركة «النهضة» إلى الشوارع، مؤكداً أن اعتصام «الغنوشى» خطوة استباقية للتصعيد العسكرى فى تونس.
«بن عون»: النهضة تناور سياسياً
وأكد عضو مجلس النواب على بن عون أن «حركة النهضة الإخوانية تتذاكى كعادتها وتناور سياسياً لتظهر فى مظهر الحزب الأول الذى يتحكم فى المشهد السياسى رغم أنها فى أسوأ حال حالياً، والدليل على ذلك هو عدم رضا بعض قياداتها عن الوضع الداخلى للحركة، وخاصة حل المكتب التنفيذى للحركة وتأجيل مؤتمرها العام بسبب تمسك راشد الغنوشى برئاستها، وكذلك الوضع الخارجى وخاصة النفور الشعبى منها وتغول حزبى ائتلاف الكرامة والدستورى الحر على حسابها، ويضاف إلى ذلك أنها تركت مصيرها برلمانياً لحزب قلب تونس المنعوت بالفساد».
«الشابي»: تمارس العنف سراً وجهراً
وقال المحلل السياسى أنس الشابى، فى تصريحات صحفية: «علّمنا التاريخ أن الحركات الإخوانية جميعها، وبدون استثناء، تتصرف حسب موازين القوى، فهى ديمقراطية إن كانت متحكمة فى الساحة السياسية، وهى عنيفة إن وجدت نفسها محصورة فى الزاوية أو شعرت بالخطر على وجودها، فلو نظرنا إلى الحالة التونسية لوجدنا أن الحركة فى الفترة الأخيرة وجدت نفسها محاصرة من جهتين، الأولى شعبياً حيث افتقدت الزخم الذى كسبته سنة 2011 برفعها شعار العودة إلى الإسلام ولعب دور الضحية، وهو ما أدى إلى تقلص كتلتها الانتخابية من مليون ونصف إلى 500 ألف، والثانية الصعود الصاروخى للحزب الدستورى الحر فى استطلاعات الرأى العام، ولدى فئات واسعة حملت حركة النهضة مسئولية ما آلت إليه الأوضاع فى البلاد اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وصحياً، وهى التى لم تغادر الحكم منذ دخلته قبل 10 سنوات».
وأضاف: «لا تُعدّ الحلول القصوى بالأمر المستغرب لأنها درجت وتعوّدت على استعمال العنف سراً وحتى وهى فى الحكم كما حدث فى فض المظاهرات والتستر على اغتيالات زعماء المعارضة السياسية، مثل شكرى بلعيد ومحمد البراهمى ولطفى نقض وغيرهم».