إزاى مافيش عذاب قبر واحنا فى كل صلاة بعد التشهد وقبل التسليم بنقول اللهم إنى أعوذ بك من عذاب القبر، وباقى الدعاء، وسمعت الشيخ الشعراوى بيقول إن أهل النار بيشوفوا مقعدهم بالنار، وأهل الجنة بيشوفوا مقعدهم فى الجنة، وده نوع من العذاب لأهل النار، ولكن لا عذاب بدون حساب.
سورة الصف الآية 46، وهذه قصة أخرى، حيث كان يفسر الآية اللى فى سورة مريم «وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا»، وماذا عن ضمة القبر التى يقولون عنها لا ينجو منها إنسان؟ الزمن مرتبط بالحياة، ورغم أن العلم لم يتوصل له، والزمن اللى شفناه فى الأفلام، فإنهم بعجلات ليزر وطاقة جبارة صوروا الساعة قبلها بثانيتين، يعنى الزمن بعد رابع زى ما قال آينشتاين، ويبقى اجتماعُنا برمسيس الثانى هيستهلك طاقة الله أعلم بها، حياة البرزخ الله أعلم بها، ارتباط الروح بالجسد أمر طبيعى، وتعوده على الانفصال عنها الله أعلم به.
لو الجيفة فى القبر بتدرك، كان زمانا محافظين على أجساد أمواتنا، فلو قلنا إن من مات منكم فقد قامت قيامته، فإنه يكون أمراً ممكناً، وأن نجتمع كلنا يوم المشهد العظيم فيصبح ممكناً، فالزمن مرتبط بالحياة، بعد كده الامتحان خلص وله تقديرات أخرى، والله أعلى وأعلم.
وفى سورة الأعراف 167:
التفسير الميسر: واذكر -أيها الرسول- إذ علم ذلك إعلاماً صريحاً ليبعثن على اليهود مَن يذيقهم سوء العذاب والإذلال إلى يوم القيامة، أن ربك -أيها الرسول- لسريع العقاب لِمَن استحقه بسبب كفره ومعصيته، وأنه لغفور عن ذنوب التائبين، رحيم بهم.
هذا ليس عذاب القبر وإنما جزاء دنيوى لليهود دون غيرهم، لكى يكسر من سوء أخلاقهم وتآمرهم على البشر! وهو عذاب يدخل فيه سوء مصيرهم فى علوهم الثانى الحالى، بالاستيلاء على القدس والمسجد الأقصى والعلو على كل الدول. واختلف العلماء فى تفسير عذاب القبر، وأجمع معظمهم على أنه لا عذاب بغير حساب، وبالتالى عذابهم معرفة مصيرهم، أى يرى الميت حين موته مكانه فى الجنة أو النار، وتنتهى رؤيته بانتهاء عمره وموته وتحوله لتراب، ولكن يوم القيامة حين يرى الكفار النار يتمنى الكفار والعصاة أن يعودوا للقبر والموت، «رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِى إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ»، وهناك دعائم أخرى لمعنى القبر، كما قال الرسول «استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل»، وقدر العلماء أن ٤ ساعات أو ربع اليوم، هو مقدار السؤال، وهذه الفترة تكون النفس ملاصقة للقبر ولم تصعد بعد إلى السماء، لأن الروح قبضها ملك الموت واحتفظ بها فى علم الغيب عند الله، وجاء فى الحديث أن الرسول طلب من المعزين رفع أقدامهم حول القبر حتى لا تدوس على أقدام الملائكة الذين يزفون الميت الصالح، وهذه المرحلة يسميها المتصوفة الحياة الوسطى، أى حياة القبر جزئياً، وحياة السماء فعلياً بجانبيها الجنة والنار، وعلماء السلفية ينكرونها، فعندهم موت وحياة آخرة بعد يوم القيامة يتساوى فيه الأحياء الذين ماتوا جميعاً بعد الصيحة الأولى والأموات السابقون لهم، كلهم موتى، ثم يستيقظ الجميع على صوت نفير الصور، «وَنُفِخَ فِي الصُّورِ»، فإذا نحن كلنا على أرض المحشر يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات، وأننى أدعو فى صلاتى ليل نهار أن يبعثنى اللَّه تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، لأن أرض المحشر بلا ظل إلا ظل الله، وكلها معرّضة لشمس عاتية، وأدعو فى ختام صلاتى أن يبعثنى الله تحت لواء الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، يوم يقول «أمتى أمتى»، ونحن أمته وغمامة تظله، وتظل أمته بعد أن نعبر الصراط المستقيم، يوم يقول النبى والذين آمنوا معه «رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا»، اللهم أمين.
لا عذاب قبل الحساب، إذا كان يوجد عذاب فى القبر فالمستفيد الوحيد هو إبليس، كل عمرهم يخوفوننا بالأكاذيب. سورة الغاشية آية 25 «إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ» أى: نموت أولاً «ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ» الغاشية آية 26، وثم هنا يتقيد زمن الموت حتى يوم القيامة، لكى يبدأ الحساب، إذاً لا عذاب قبل يوم القيامة، سورة الكهف آية 100 المسلم لن يرى عذاب جهنم، سورة يس آية 12 «إِنَّا نَحْنُ نُحْيِى الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ»، إذاً التسجيل مستمر أثناء الحياة وقبل الموت مباشرة (ماذا نفعل لمن مات غريقاً أو فى سقوط طائرة؟).
وختاماً: قال الشيخ الشعراوى، رحمه الله، لا يوجد عذاب فى القبر، لأن الله عادل، لأن هذا ما ورد فى آخر سورة مريم آية 98، وسورة النبأ آية 40 «وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِى كُنتُ تُرَاباً» أى: لا عذاب لمرحلة التراب، وسورة يس آية 52 «قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا»، تقول الملائكة «هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ»، أى: أنه وهو راقد فى القبر لا يعذّب ويبدأ عذابه بعد البعث.