د. أحمد كريمة: وصاية «الإسلاميين» على الدين شوهت الفهم الصحيح له
الدكتور أحمد كريمة
قال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن من أسباب تراجع الوعى الدينى خلال العقود الأخيرة تعرض المجتمع لتقلبات فكرية من العهد الملكى إلى العهد الجمهورى ومتغيرات من الحقب الناصرية والساداتية ونظام مبارك، وهذه التقلبات أدت إلى اهتزاز الوعى، وتم تهميش النخب فى العقود السابقة وإعلاء أهل الثقة، فحدثت التداعيات السلبية التى أصابت الوعى الثقافى والأمن المجتمعى والخطاب الدينى.
وتابع «كريمة» قائلاً إن أحداث 2011 صاحبتها الوصاية الدينية من جماعة الإخوان وظهيرها السلفى، وتم القضاء المبرم على الوعى الدينى الصحيح، فبدلاً من تنوع الفكر الدينى صارت أحادية الفكر هى السائدة مثل أدبيات الإخوان ومبادئ فرق السلفية، ولا تزال هذه التداعيات سيدة الموقف، لأن التيار السلفى، وهو أحد مظاهر تلاشى أو اهتزاز الوعى المجتمعى، ظل يبث أفكاره لتخريب الوعى على مدار 30 عاماً خلال حكم مبارك.
وأشار أستاذ الفقه المقارن إلى أن الفكر السلفى ما زال موجوداً إلى الآن، ولا تزال بعض قنوات السلفية تهدم الوعى الصحيح الذى يقدمه الأزهر، ولا نغفل أن جماعة الإخوان بعد أن تمت إزاحتها عن سدة الحكم أفكارها ما زالت موجودة فى المجتمع ولا يزال الاختراق الإخوانى موجوداً فى قطاعات متعددة.
وأضاف: «فى محاكمة خلايا داعش، تم استدعاء محمد حسين يعقوب ومحمد حسان كشاهدين فى المحكمة، مع أنه من المفروض أن يتم استدعاؤهما كمحرضين، لأن الشباب اعترفوا بأن ما دفعهم للأعمال التخريبية هو التيار السلفى».
أستاذ الفقه المقارن: نحتاج إلى إنشاء مركز مدني متخصص تابع لرئاسة الجمهورية لـ«رفع الوعي وتجديد الخطاب»
وأكمل «كريمة» حديثه قائلاً: «لا بد من علاج للتخلص من الوصاية الدينية المزعومة، برصد السياسات والبواعث ورسم الأهداف والمقاصد، وهذا يحتاج إلى مركز مدنى متخصص تابع لرئاسة الجمهورية، بعيداً عن الوساطة والشللية والمحسوبية، إذا كنا جادين فى أمرين؛ هما تجديد الوعى الصحيح، وتجديد الخطاب الإسلامى، وهذا المقترح نظرة خاصة تعبر عن رأيى الشخصى، وتجديد ورفع الوعى بصفة عامة لدى المواطن ومؤسسات وأجهزة المجتمع بتنوعها يستلزم تنظيم ورش عمل جادة ووضع الآلية السليمة المنضبطة لتحديد الشكل العام والمقاصد التى ينتج عنها الوعى».