شيخ الأزهر: من لم يصله الدين بشكل صحيح ليس كافرا
شيخ الأزهر
أثار الداعية عبدالله رشدي الذي تبرأ منه الأزهر والأوقاف من قبل، جدلا جديدا بدعوته الجراح العالمي الكبير الدكتور مجدي يعقوب للدخول في الإسلام لدخول الجنة، وسار على نهجه في الدعوة والطائفية الداعية السلفي على وسائل التواصل، سامح عبدالحميد.
وردّ أزهريون على دعاة الطائفية على صفحاتهم بمواقع التواصل بحديث للدكتور، أحمد الطيب، شيخ الأزهر من برنامج (الإمام الطيب) قال فيه: "إن من إنصاف الإسلام أنّه دين لا يؤاخذ الإنسان على جهله أو على عدم معرفته، والرسالات السابقة قبل محمد صلى الله عليه وسلم كلها رسالات محدودة بأقوام معينين وزمن معين، وأهل الفترة بين كل رسالة ورسالة ورسول وآخر ناجون؛ لأن القرآن الكريم قال: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا)".
وأضاف الإمام الأكبر: "يقاس على أهل الفترة -كما يقول علماؤنا القدامى والمحدثون- كل قوم بلغتهم الآن دعوة محمد -صلى الله عليه وسلم مغلوطة ومغشوشة ومنفرة"، وللشيخ شلتوت كلام جميل في ذلك حيث يقول: "الكفر الذي يدخل جهنم هو من بلغته رسالة الإسلام، وبلغته بلاغًا صحيحًا، وكان أهلًا للنظر- أي للتأمل والتفكير، ثم بعد ذلك عرف أنها الحق ثم جحدها فهذا هو الكافر".
وأشار فضيلة الإمام الطيب إلى أنّ هناك تقصيرا من علماء الإسلام في تبليغ رسالة الدين السمح إلى غير المؤمنين به أو الوثنيين، وهذا التقصير من ناحيتين: حين سُكِتَ عن توصيل الرسالة للناس ومن شاء فليؤمن بعد ذلك ومن شاء فليكفر، وحين تم تصوير الإسلام بصورة رديئة مجتزأة وملفقة، بل إن بعض من يقومون بالدعوة في أفريقيا لا يذهبون بها للوثنيين ولكن لفئات من المسلمين ليقولوا أنتم أشاعرة كفار أو صوفية كفار وعليكم أن تدخلوا في الإسلام من جديد.
وأعرب الطيب عن اعتقاده بأنّ هذا جهد وأموال مهدرة لأن المنطلق فاسد، والبعض يري أن محاربة الصوفية مثلا لها الأولوية على تعريف الوثنيين بالإسلام.
ونصح فضيلته الشباب بالتسلح بسلاح العلم، كما نصح مَن يتهجم على التراث ويصورونه للشباب على أنّه يجب أن يلقى به في سلة المهملات بأن يتقوا الله في الشباب والأمة والإسلام، مؤكدًا أنّ لدينا نوعين من الناس يحتاجان لكوابح شديدة، أولهما: هذا الذي يقرأ كتابا أو كتابين ثم يطلق لحيته بعد أن يشتري أشرطة يحفظها، وهذا رجل أمي وجاهل بالعلم الذي يحتاج لمعرفة، وثانيهما: هؤلاء الذين لا يعرفون عن التراث شيئا ولا يفهمونه ولكن يستوردون أحكاما مسبقة تصدر لهم ليهيلوا التراب على هذا التراث، وهؤلاء سواء في المسؤولية.
وأعلنت وزارة الأوقاف فور كتابة رشدي لرأيه في تكفير "مجدي يعقوب"، وقفه عن صعود المنبر لحين الانتهاء من التحقيق معه فيما يبثه من أراء مثيرة للجدل ومنشوراته التي لا تليق بأدب الدعاة وبناء على مذكرة وكيل الوزارة لشئون الدعوة.
وأضاف بيان الوزارة أنّ بعض منشوراته لا تليق لا بأدب الدعاة ولا بالشخصية الوطنية المنضبطة بالسلوك القويم، متجاوزًا تعليمات الوزارة بأنّ شخصية الإمام على مواقع التواصل لا تنفصل عن شخصيته على المنبر، إذ لولا شخصيته كإمام ما التفت الناس إلى آرائه على مواقع التواصل.
وأوضحت الوزارة أنّه بما أنّ هذه الآراء الجدلية التي يبثها المذكور تحسب بصورة أو بأخرى على المؤسسة التي ينتمي إليها، وكأنّها تقره على آرائه، قرر الدكتور محمد مختار جمعه وزير الأوقاف بناء على مذكرة وكيل الوزارة المرفوعة إليه في هذا الشأن منع عبد الله رشدي من صعود المنبر أو أداء الدروس الدينية بالمساجد أو إمامة الناس بها لحين الانتهاء من التحقيق معه في المذكرة المرفوعة وما يبثه من آراء جدلية لا تقبلها الوزارة ولا يحتملها وواقعنا الراهن.