خالد منتصر: الرهان على توبة طالبان وتغزُّلها بالعالم غير حقيقي (فيديو)
المفكر: التنوير قادم لا محالة وسينتصر بالنهاية.. لكنه ماراثون طويل
الدكتور خالد منتصر
قال الدكتور خالد منتصر، الكاتب والمفكر، إنَّ «الرهان على توبة طالبان، والغزل الذي يحدث من الطالبانيين للعالم غير حقيقي، ولن يحدث شيء من التوبة أو مراجعات، فكل هذا الحديث غير موجود في قاموس الفاشية الدينية».
وأضاف «منتصر»: «نحن عانينا منه في مصر، حينما اقتنعنا بأن هناك مراجعات، وأخرج السادات الإخوان من السجون، فكان السادات نفسه أول ضحية للإخوان الذين راهن على أنهم تيار معتدل، فليس بين القنافذ أملس».
وشدد المفكر على أنَّ «التنوير قادم لا محال، والتاريخ يقول إننا لا بد أن نراهن على أن التنوير سينتصر في النهاية، ولكنه ماراثون طويل وثمنه فاتورة كبيرة ندفعها، ولكن الديمقراطية بدون علمانية خدعة ووهم، فلو كانت كل الصناديق شفافة ولو وضعنا قاضيًا في كل صندوق فلن تتحقق تلك الديمقراطية الوهمية لأن من يتوجه لصندوق الانتخاب وهو مقتنع أن زوجته التي تنمص حواجبها ملعونة وأنها إذا تعطرت فهي زانية وأنها ناقصة عقل ودين وأنها في قاع النار، فهل هذا الرجل سينتخب امرأة مثلاً؟».
ديمقراطية صندوق الانتخاب خدعة كبرى في الدول العربية
وأضاف منتصر خلال حديثه مع الإعلامي وسيم الأحمر، ببرنامج «محاور»، المذاع على شاشة «France 24» أنَّ «الرجل الذي يتوجه لصندوق الانتخاب وهو مقتنع بأن المسيحي كافر واليهودي كافر، والسني يحارب الشيعي، أو مقتنع بأنه يجب ألا يقدم التهنئة للمسيحي، فهل نتوقع أن ينتخب مسيحيًا؟».
وشدد على أن «ديمقراطية صندوق الانتخاب خدعة كبرى في الدول العربية، ولا بد أن تتحقق العلمانية أولًا، وهي معركة المثقفين، والمثقفون لا يتسولون العلمانية من حاكم، فلا بد أن يوجد المثقف العربي في الشارع ومع عقول الناس، وعقول الناس هي هدف المثقف العربي وألا يقف على باب حاكم أو رئيس حكومة أو سلطان أو ملك ينتظر أن يعطيه الإشارة لكي تبدأ العلمانية، لأن العلمانية الفوقية إذا حلت فسرعان ما تتبخر، والعلمانية لا بد أن تصعد من الشارع وليست بأمر أو عصا سحرية».
لابد من مناقشة علنية لضمان ألا تتكرر الهجمات الإرهابية
وأوضح «منتصر» أنه يرى في المحاكمات الضخمة التي ستبدأ في فرنسا حول الهجمات التي حدثت في عام 2015، أملًا كبيرًا، لأنَّه وللمرة الأولى يتمّ فتح الملف بالشكل الذي يجب أن يُفتح به، وهو مناقشة الأفكار الإرهابية، مؤكّداً أنه كي يكون هناك ضمان ألا تتكرر الهجمات الإرهابية فلا بد من مناقشة علنية على مستوى المجتمع الفرنسي كله، ولماذا تحدث تلك الهجمات ومن أين تأتي تلك الأفكار.
واختتم «منتصر» حديثه بقوله: «إحنا دايمًا بنعاملهم على إنهم مجانين أو لديهم اضطرابات نفسية، ولكن الحقيقة هم يقرأون كتبًا تراثية معتمدة في المؤسسات الدينية في العالم العربي، ولا بد أن نعترف بذلك، ولذلك لا بد من مواجهة وأن يُطرح الأمر وأن يُستدعى مثقفون من كل أنحاء العالم العربي كي يبحثوا مع مفكرين فرنسيين كيف ننتهي من هذه الكارثة».