بعد تحريم الإفتاء «اللي عايزه ربنا يكون».. حكم «أتق شر من أحسنت إليه»
دار الإفتاء
اعتاد المسلمون على ترديد المثل الشعبي الشهير «اتَّقِ شَرَّ مَنْ أَحْسَنْتَ إِلَيْهِ»، باعتبار أن بعض الأشخاص يقابلون فعل الخير والمساعدة بالإساءة، خاصة عند الوصول إلى مبتغاهم، إلا أن البعض زعم بأن القول بهذا المثل حرام شرعا، نظرا لأنه يتسبب في منع المساعدة بين المسلمين وبعضهم البعض.
الإفتاء توضح الحكم عبارة «اتقِ شر من أحسنت إليه»
وقالت دار الإفتاء المصرية، إن المثل الشهير«اتقِ شر من أحسنت إليه»، من الأمثال الشعبية التي جرت عادة الناس، حيث إن البعض يرددها على سبيل المجاز والكناية، مؤكدة أنه مثال جائزٌ شرعا، لكنه مقيد بحال اللئام دون الكرام، ويؤيده إذا استُعمل على نحوٍ صحيحٍ لقولُه تعالى: «وَما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ».
وأضافت دار الإفتاء، في فتوى عبر صفحتها الرسمية على موقعها الإلكتروني، بأن مثل «اتقِ شر من أحسنت إليه» يقصد به معان صحيحة في الغالب، وذلك بحالة إذا استعلمت فيما ضُربت من أجله، كمثل سائر الحكم الشعبية، مشيرة إلى أنه ورد في القرآن الكريم، ما يؤيد هذا المثل الشعبي شرط استعماله الصحيح.
واستدلت الإفتاء بجواز هذا المثل، لما نقله الإمام القرطبي المالكي - رحمه الله- عن الإمام القشيري فيقول في تفسيره: «وَهَذَا الْمَثَلُ مَشْهُور، أي: (اتقِ شر من أحسنت إليه)، فضلا عن أن الْقُشَيْرِيُّ أَبُو نَصْرٍ قَالَ: "قِيلَ لِلْبَجَلِيِّ أَتَجِدُ فِي كِتَأبِ اللهِ تَعَالَى: اتَّقِ شَرَّ مَنْ أَحْسَنْتَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ قوله تعالى: «وَما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ»، (التوبة: الآية 74).
واختتمت دار الإفتاء فتواها، بقول أبو عمرو بن العلاء أحد الأئمة الذي يخاطب عدد من أصحابه: «كن من الكريم على حذر إذا أهنته، ومن اللئيم إذا أكرمته، ومن العاقل إذا أحرجته، ومن الأحمق إذا رحمته، ومن الفاجر إذا عاشرته، وليس من الأدب أن تجيب من لا يسالك، أو تسال من لا يجيبك، أو تحدث من لا ينصت لك».
الإفتاء تحرم جملة «اللي عايزه ربنا يكون»
وكانت دار الإفتاء المصرية، حرمت عبر موقعها الإلكتروني عبارة «اللي عايزه ربنا يكون»، حيث أكدت الدار، أنه لا يجوز شرعا التلفظ بتلك العبارة، ولا وصف الله عز وجل بكلمة «عايز» لأنها من العوز أي الحاجة، وهذا محال على الله عزوجل.
وأضافت الإفتاء، أنه لا يجب على المسلم التلفظ بهذه العبارة، خاصة إذا كان يدرك أصل معناها اللغوي، إلا إذا غلبه لسانه، قائلا: «إذا استعملت هذه الكلمات في سياق يشعر بالإساءة أو الإخلال بتعظيم الله سبحانه وتعالى، حرم الاستعمال، ووجب الإنكار على من يستعملها».
وأوضحت أن المسلم الذي يتلفظ بعبارة «اللي عايزه ربنا هيكون»، دون معرفة أصل معناها اللغوي، فإنه في ذلك الحالة يكون الأمر على الكراهة الشديدة.