«نورا» عجّزت في عز شبابها وتحتاج عملية بـ500 ألف: «نفسي أرعى ابني»
نورا: عايزة أروح مع ابني المدرسة أول يوم في الدراسة زي باقي الأمهات
نورا عوض قطب.. مصابة بالتهاب الحبل الشوكي
كل شيء حينها كان على ما يرام، فالأمور كانت في أفضل حال، أو بالأدق كانت مثالية، تزوجت «نورا» مبكرًا فور بلوغها السن القانوني للزواج وحصولها على دبلوم التجارة، لتعيش حياة مستقرة وهادئة وسعيدة مع زوجها، أسفرت عن إنجابها ابنها قبل أن تحمل من جديد رغبة منها ومن زوجها في إهداء ابنهما الأول بشقيق له يكون سندًا لأخيه في الحياة.
وبالفعل حدث الحمل، وفي الوقت الذي كانت تستعد فيها تلك الأسرة المستقرة لاستقبال ابنها الثاني، شعرت الأم بـ«دور برد» عادي، حسبما كانت تظن، قبل أن تكتشف أنها مصابة بـ«التهاب الحبل الشوكي»، وتنقلب على أثر ذلك حياة تلك الأسرة رأسًا على عقب، بعدما أجبر المرض الأم على الكرسي المتحرك قبل أن يفقدها جنينها، في حين غيّب الموت الأب بعد مرض الزوجة بشهور قليلة، ليجد ابنهما نفسه يتيم الأب ولا يرعاه إلا أمه الملازمة للكرسي المتحرك.
نورا عوض قطب أرملة وأم لولد واحد يدعى «مروان»، تبلغ من العمر 26 عامًا تعيش بقرية «هوارة المقطع» بمحافظة الفيوم، حول التهاب الحبل الشوكي حياتها إلى جحيم تعيش فيه حتى الآن، خاصة بعدما فقدت زوجها بعد شهور من إصابتها بهذا المرض، متوفى إثر حادثة تعرض لها ومن بعده رحلت والدتها حزنًا على ما حدث لابنتها، حسب ما ترويه «أم مروان» كما يناديها كل معارفها.
تاريخ إصابة «نورا» يعود إلى 2017 وبدأ بـ «دور برد»
وتحكي «نورا»، في حديثها مع «الوطن»، أن تاريخ إصابتها بهذا المرض يعود إلى عام 2017، حينما كانت حامل في نجلها الثاني، موضحة أن حينها عانت من دور برد اعتيادي، شفيت منه تمامًا بعد أيام قليلة، قبل أن تشعر بآلام كبيرة في قدميها الاثنتين: «فجأة لقيتهم متلجين، وآلم فظيع فيهم ووجع في كتفي، وبعدها آلم في صدري لدرجة إني مكنتش بقدر اخد نفسي».
بعد الفحوصات والتحاليل اكتشفت «نورا» إصابتها بـ«التهاب الحبل الشوكي»
وبعد فحوصات كثيرة وطرق أبواب أكثر من مستشفى وطبيب، اكتشفت ابنة محافظة الفيوم، أنها مصابة بالتهاب الحبل الشوكي، بالإضافة إلى تشخيص بعض الأطباء الآخرين لها بأن الأمر لا يقتصر على ذلك، وأنها مصابة أيضا بميكروب في الدم، قائلة: «ومن ساعتها ومبفارقش الكرسي المتحرك، لأن علاج مرضي محتاج عملية تكلفتها أكثر من 500 ألف جنيه».
تعيش «نورا» رفقة أخيها وزوجته
بعد وفاة والدة «نورا» ومن قبله زوجها تعيش رفقة شقيقها وزوجته، اللذين يرعيانها هي وابنها، والذي يبلغ من العمر حاليا 6 سنوات ويستعد للالتحاق بالصف الأول الابتدائي، وهو ما يجعل الأم الأرملة تحلم بأن تتكفل الدولة أو أي جمعية خيرية أو أحد كبار الأطباء بعلاجها لتعود وتسير على قدميها من جديد، حتى تستطيع أن ترعى ابنها بنفسها، مصرحة في نهاية حديثها مع «الوطن»: «نفسي أوديه مدرسته أول يوم في الدراسة زي كل الأمهات، ونفسي ابني يفضل فاكر تفاصيل اليوم اللي وديته في المدرسة».