طبول الحرب تدق على حدود صربيا وكوسوفو.. وبروكسل تحاول خفض التوتر
القوات الخاصة لكسوفو
عُقدت، اليوم، في بروكسل مرحلة تقنية جديدة من الحوار بين صربيا وكوسوفو، بوساطة من الاتحاد الأوروبي، بحسب ما أفادت به وكالة «نوفا» الإيطالية، مشيرة الى أن فرق التفاوض يقودها مدير مكتب الحكومة الصربية لكوسوفو بيتار بيتكوفيتش ، ونائب رئيس الوزراء الكوسوفي لشؤون التكامل الأوروبي، بيسنيك بيسليمي.
ونشرت ضربيا وكوسوفو قواتهما على الحدود ووضعتهما في حالة تأهب في أعقاب قرار حكومة كوسوفو بمنع المركبات التي تحمل لوحات تسجيل صربية من دخول أراضيها، في «إجراء متبادل»، بحسب العاصمة بريشتينا.
التوتر بين البلدين
وتقام المفاوضات في مرحلة توتر بين سلطات بلجراد وبريشتينا عقب تطبيق القواعد الجديدة التي أدخلت في كوسوفو على لوحات السيارات. وقال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل ، في الساعات القليلة الماضية إنه يتوقع أن تكون مرحلة الحوار خطوة أولى في تخفيف التوترات.
وقال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو، إن بروكسل تتوقع من الأطراف الامتناع عن الأعمال أو الاستفزازات الأحادية الجانب واستخدام المنصة التي يوفرها الحوار لحل جميع القضايا العالقة.
وذكرت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، في مؤتمر صحفي مع رئيس وزراء مقدونيا الشمالية، زوران زاييف، إن تصعيد التوترات بين صربيا وكوسوفو «مصدر قلق». وقالت رئيسة المفوضية: «إنني قلق للغاية بشأن الأزمة بين صربيا وكوسوفو.. ومن المهم الآن تخفيف حدة التوتر والجلوس على طاولة المفاوضات».
الحوار السياسي بين بلجراد وبريشتينا
وأشارت نيمانيا ستاروفيتش، وكيل وزارة الخارجية الصربية، أمس، إلى أن استمرار الحوار السياسي بين بلجراد وبريشتينا سيعتمد على تطور التوترات في شمال كوسوفو. وقال ستاروفيتش «حتى عودة الوضع الذي كنا عليه من قبل وانسحاب الوحدات الخاصة في كوسوفو (روسو) لن يكون هناك حديث عن استمرار الحوار في بعده السياسي».
وأرسلت سلطات بريشتينا أفراد من القوات الخاصة الأسبوع الماضي لفحص المعابر بين شمال كوسوفو وصربيا لمراقبة الامتثال للقواعد الجديدة المفروضة على لوحات السيارات. وأدى القانون الجديد، وارسال القوات المسلحة الخاصة في شمال كوسوفو الى المعابر حيث الأغلبية الصربية ، إلى احتجاجات من قبل السكان المحليين وسلطات بلغراد.
اتفاقية بروكسل
وقالت رئيسة الوزراء الصربية، آنا برنابيتش، في الأيام الأخيرة، تعليقا على أجواء التوتر، إن الاتحاد الأوروبي «لا يفعل شيئًا لحل قضية كوسوفو». وأكد رئيس الحكومة أنه «ليس لدي ما أقوله بشأن سلوك الاتحاد الأوروبي»، مضيفًا أن الاتفاق بين البلدين في ظل وساطة بروكسل يعتبر مشكلة للاتحاد الأوروبي.
وبحسب برنابيتش، فإن اتفاقية بروكسل «قد انتُهكت بشكل واضح» لأن الشرطة الخاصة لكوسفو لا ينبغي أن تكون في شمال البلاد. علاوة على ذلك، لفتت الى أن اتحاد البلديات ذات الأغلبية الصربية في كوسوفو لم يُنشأ أبدًا، بعد تسع سنوات من توقيع اتفاقية بروكسل.
وذكرت برنابيتش: «لقد تسامح الاتحاد الأوروبي مع حقيقة أن اتفاقية بروكسل لم تنفذ منذ سنوات، ويلتزم الصمت عندما يتم انتهاكها بشكل واضح، ثم طلب مني الاتحاد الأوروبي في اجتماع (في الأمم المتحدة) في نيويورك ما يمكننا القيام به لتخفيف الوضع. يمكنك أن تفعل ما وعدت به انت».
وطلبت رئيسة برلمان صربيا، إيفيكا داتشيتش، من الاتحاد الأوروبي توضيحا حول ما إذا كان يدعم اتفاقية بروكسل التي وقعتها بلجراد وبريشتينا في عام 2013.
وأعلنت داتشيتش، في كلمة لصحيفة «بوليتيكا» الصربية، معارضتها لقطع الحوار مع بريشتينا، وشدد على أن بلجراد «يجب ألا تفعل ذلك»، بل عليها مطالبة الاتحاد الأوروبي بإعلان ما إذا كانت تؤيد اتفاق بروكسل ، الذي فيه توسطت وهي الضامنة لها، مضيفًا أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يحذر أو يعاقب الطرف الذي يخالف الاتفاقية. وذكر داتشيتش أن سلطات بريشتينا «غزت شمال كوسوفو» الأسبوع الماضي.