مسئول بـ«النقل»: يجوز ركوب الدواب مع البشر نعوش عائمة.. والاسم الحركى: «معديات نهرية»
من قرية الجزيرة الخضراء بمركز مطوبس إلى مدينة دمياط مسافة يومية يقطعها «خالد حسين» لشراء متطلبات المنزل أو الحصول على الخدمات الصحية وللعبور إلى الشاطئ الآخر. لا يجد الرجل الأربعينى وسيلة آمنة من وجهة نظره إلا معدية خشبية بالية، ترك الزمن على واجهتها آثاراً فبدت متهالكة، يستقلها برفقة آخرين فتترنح بهم يميناً ويساراً، وتخفق قلوبهم فرحاً لحظة الوصول.
معديات كفر الشيخ لا تفرق بين بضائع وحيوانات وركاب، فكل منهم يشغل مساحة فوق المعدية بأوامر من صاحبها الذى يشغله فقط الرزق الوفير، خالد واحد من العشرات الذين اعتادوا استقلال تلك المعديات نظراً لعدم توافر وسيلة نقل أخرى للوصول إلى أقرب المدن، كى تغنيه عن السير كيلومترات على الأقدام: «مفيش فى البلد كلها ميكروباص أو وسائل نقل داخلى، نضطر إما نستأجر عربيات خاصة أو نركب العوامات، وكمان رخيصة ندفع لها 3 جنيه فقط للانتقال مسافات طويلة».
معديات متحركة بمثابة نعوش عائمة لا يحكمها ضابط أو رقيب تسير وفق أهواء أصحابها، سلسلة المعاناة لا تنضب حلقاتها إلا بقائمة ضحايا جدد سنوياً، لكن بحسب المهندس «سمير سلامة» رئيس قطاع الملاحة بهيئة النقل النهرى، فالفحص على العبارات والمعديات يتم بشكل دورى على كافة العبارات والمعديات النهرية، منعاً لتكرار الحوادث، ويتم ضبط أى مخالف فى حالة الأعداد الكبيرة أو عدم وجود صيانة، وإذا كان حاملاً لترخيص يتم سحبه منه، أما إذا كان غير مرخص فيُحرر له محضر إدارى تتسلمه شرطة المسطحات المائية.. «نستعين بالمحليات فى المعاينة والمسطحات وملاحة داخلية طبقاً لبرنامج زمنى».
«لا مانع أن تحمل المعدية الدواب مع البشر»، بحسب سمير، لافتاً إلى أن المعديات داخل المحافظة الواحدة المسئول عنها المحافظات للتأكد من خضوعها لشروط السلامة.