من أجل لقمة العيش، ترك «صلاح محمود»، البالغ من العمر 61 عاما، محافظة أسيوط بصعيد مصر، وأسرة مكونة من 8 أفراد، وقصد حي السيدة زينب بالقاهرة، بحثا عن عمل يعول به الأسرة، لينتهي به الحال خلف عربة خشبية تحمل بضاعته، التي تنوعت بين قرع العسل والخس والكابوتشي.
تضرر «عم صلاح» من الأمطار
يحكي «صلاح محمود»، بائع خضروات بالسيدة زينب، في حديثه لـ«الوطن»، أن الأمطار الغزيرة بالأمس أجبرته على ترك الشارع والعودة ببضاعته مُضحيا برزق يومٍ كامل: «أول ما مطرت لميت البضاعة ومشيت علشان متبوظش.. وبرضو رغم كدا لسه العربية والبضاعة فيها مياه وبحاول أنشفها».
كان «عم صلاح» قد عمل في بيع الخضار بدولة ليبيا عدة سنوات، إلا أنه تركها وعاد إلى قريته أم القصور بمركز منفلوط في محافظة أسيوط، ليظل عاما هناك وهو يعمل في المهنة ذاتها، أن تجبره الظروف المعيشية الصعبة على ترك قريته والذهاب إلى حي السيدة زينب بالقاهرة؛ بحثا عن العمل: «عايش في أوضة في شارع السمك بـ300 جنيه.. مش هقدر أقعد في الشارع لأني عندي السكر وبحتاج أعمل لنفسي حاجات أشربها.. يعني باختصار الاوضة دي لمَّاني من الشارع»، وفقا لـ«عم صلاح».
«عم صلاح» يفضل العيش بالحلال
يأتي «عم صلاح» إلى الشارع بعربته الخشبية من الساعة الـ7 صباحا وحتى الـ10 مساءً، مُتحاملا على صحته التي أضعفها المرض، مُفضلا العيش بالحلال عن أي طريقة أخرى: «مفيش أحلى من الحلال.. الحلال بيدوم ويفرَّع، وأنا اخترت أعيش وأكلها بالحلال».
تعب «عم صلاح» في العمل وأمنيته
رغم تهاون صحة «عم صلاح» والتعب الشديد الذي يتكبده من عمله، إلا أنه يجد نفسه مجبورا على العمل والتحامل على نفسه، من أجل الحصول على أموال ولو ضيئلة، يُرسلها إلى أسرته في الصعيد لتُعينهم على العيش: «والله ما نفسي في حاجة غير إني أرتاح.. نفسي ارتاح وارجع أقعد في بيتي وسط عيالي ومراتي حتى لو هاكلها بملح.. بس غصب عني لازم أشتغل علشان أربي عيالي»، هكذا اختتم الرجل الستيني حديثه مع «الوطن».
تعليقات الفيسبوك