من خلال منشور لأحد الأصدقاء على موقع التواصل الاجتماعى المهنى «لينكدن»، أتيحت لى فرصة الاطلاع على إعلان عن قيام كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة بعقد ملتقى التوظيف الثانى والعشرين، يومى التاسع والعشرين والثلاثين من نوفمبر الحالى. وتضمّن الإعلان اسم وشعار بعض الجهات الحكومية والخاصة ومنظمات المجتمع المدنى المشاركة فى الملتقى، من خلال توفير بعض فرص العمل للخريجين الجدد. وتعبيراً عن تقديرى وتشجيعى لكل المبادرات الهادفة التى تحدث فى بر مصر المحروسة، وإيماناً منى بضرورة أن تبذل الجامعات الجهد اللازم فى القيام بحلقة الوصل بين الخريجين الجدد وبين سوق العمل، فقد قمت بمشاركة هذا الإعلان على صفحتى الشخصية فى موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» وعلى صفحتى الشخصية فى موقع التواصل المهنى «لينكدن». وفى تعليقهم على المنشور، تساءل بعض خريجى كليات القانون وبعض الطلاب الحاليين بها عما إذا كان مسموحاً لهم حضور ملتقى التوظيف المنعقد فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية. ورداً على هذا التساؤل، فإن المنطق يقول إن هذا الملتقى مخصص لخريجى الاقتصاد والعلوم السياسية دون غيرها من الكليات الأخرى.
وباعتبارى أحد أعضاء هيئة التدريس بكلية الحقوق جامعة القاهرة، أود التأكيد على أن مثل هذا الملتقى قد انعقد من قبل لخريجى قسم الدراسة باللغة الإنجليزية، على فترات، ولكن دون أن يكون هذا الانعقاد منتظماً وبشكل سنوى. أما طلاب الحقوق فى قسم الدراسة باللغة العربية، فلم يسبق أن انعقد ملتقى مماثل لهم. وتجدر الإشارة فى هذا الشأن إلى أن آخر ملتقى تم تنظيمه لطلاب قسم الدراسة باللغة الإنجليزية فى كلية الحقوق جامعة القاهرة يعود فى تاريخه إلى العام 2016م، إبان رئاسة الزميل العزيز الأستاذ الدكتور محمد سامى عبدالصادق للقسم، والذى يتولى حالياً منصب نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة. ففى أثناء رئاسته للقسم، والتى امتدت لعامين، خلال عامى 2015م و2016م، تم تنظيم هذا الملتقى مرتين، بواقع مرة واحدة سنوياً.
ولحسن الحظ، وبصفته نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وذلك بموجب قرار رئيس الجمهورية رقم 41 لسنة 2020م، فإن الأستاذ الدكتور محمد سامى عبدالصادق يقع ضمن اختصاصاته تعزيز دور كليات الجامعة فى تنظيم مثل هذه الملتقيات، حيث يحدونا الأمل فى تكرار تجربته الناجحة أثناء رئاسته قسم اللغة الإنجليزية بكلية الحقوق. وانطلاقاً من الثقة الكبيرة فى حسن أداء المسئوليات المنوطة به والتفانى البالغ فى عمله، بادرت بالاتصال بالزميل العزيز وسؤاله عن خطة عمل الجامعة فى هذا الصدد، فأكد لى أن الجامعة فى الفترة السابقة على تفشى جائحة كورونا كانت تتبنى نهج تنظيم ملتقى مشترك جامع لكل الكليات والمعاهد التابعة لها، معبراً عن رأيه فى هذا الشأن ومفضلاً أن يتم تنظيم مؤتمر مستقل فى كل كلية على حدة. وخلال العام الأول له فى منصب نائب رئيس الجامعة، ونظراً لظروف جائحة كورونا، لم يتسنَّ تنظيم ملتقى التوظيف فى كل كليات الجامعة. وهذا العام، ومع عودة طلاب المدارس والجامعات إلى قاعات الدراسة، بدأت الجامعة فى الاهتمام بتنظيم ملتقيات التوظيف، حيث تقوم كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بتنظيم الملتقى الخاص بها فى اليومين الأخيرين من شهر نوفمبر، بينما تقوم كل من كلية الهندسة وكلية الإعلام بتنظيم ملتقى مماثل خلال شهر ديسمبر. وإذا كانت ظروف بعض الكليات وإمكانياتها وطبيعة الدراسة فيها لا تسمح لها بتنظيم مثل هذه الملتقيات، فإن الجامعة تعمل على مساعدتها فى تنظيمها.
وبدورنا، ورغبة فى تدعيم دور الجامعات والكليات فى القيام بدور حلقة الوصل بين الخريجين الجدد وبين جهات التوظيف، سواء فى القطاع الحكومى أو فى القطاع الخاص، نرى من المفيد الإشارة إلى تجارب بعض الجامعات الأجنبية فى هذا الشأن. ففى ظل جائحة كورونا، يمكن أن تقام مثل هذه الفعاليات أونلاين (virtual employment forums). ولا تقتصر مثل هذه الملتقيات على إيجاد فرص التوظيف، وإنما أيضاً يكون فيها برامج تدريب (internship)، بالتعاون مع الشركات والبنوك على سبيل المثال، حيث يكون التدريب لمدة ثلاثة أشهر، مقابل مبلغ زهيد أو بلا مقابل. وقد روى لى أحد الأصدقاء تجربته أثناء الدراسة فى كلية القانون فى أيرلندا، حيث إنه وبمجرد التخرج، قامت الكلية بترتيب لقاء بينه وبين أحد أصحاب الشركات، وتبين أن ذلك ضمن برنامج مساعدة الخريجين على الدخول فى سوق العمل عن طريق تعاون الجامعة مع رجال الأعمال والشركات لنقل تجربتهم للشباب حديثى التخرج.