النور مكانه في القلوب.. أشهر ميكانيكي كفيف ببني سويف: «مفيش يأس»
الأسطى طه عمره 71 عاما: فقدت بصري منذ 40 سنة.. وأصررت على العمل
«حكايتي لها العجب، بس الأهم دلوقتي أن يستفيد منها الشباب، واقول لهم أنني فقدت بصري منذ 40 عاما، وأصريت على العمل، فمن سعى وجد وكاذب من يقول إن مفيش شغل ويقعد على المقهى، ربيت ولادي ودخلتهم مدارس وحتى الآن وقد تخطى عمري 71 عاما وما زلت أعمل كميكانيكي عفشجي سيارات ولن أتوقف عن العمل حتى آخر نفس في عمري»، بتلك الكلمات عبَّر الأسطى طه عباس، حكايته وتجربته في الحياة وتوجيهه رسالة للشباب.
الأسطى طه: فقدت عيناي واعتمدت على خبرتي في العمل لإصلاح السيارات
تعلم «عباس» مهنة عفشجي السيارات في عمر 12 سنة، مع شقيقه الأكبر، فى ورشة بمدينة بنى سويف، وأثناء ذلك فقد إحدى عينيه نتيجة استعجال أحد العملاء المترددين عليه، وكان يبلغ من العمر حينها 21 عاما، واعتمد على العين الثانية، إلا أنه قرر الاستقلال بذاته وأن تكون له ورشة خاصة، وبالفعل حدث ذلك وفتح ورشة بمركز ومدينة إهناسيا، منذ 40 عاما وهي التي يعمل بها حتى الآن إلا أنه ونتيجة لاعتماده على عين واحدة وعدم الراحة وممارسته المهنة باستمرار فقد العين الأخرى خلال 10 سنوات، وفشلت محاولات الأطباء في إعادة نظره مرة أخرى وكان ذلك منذ قرابة 30 سنة.
«الوطن» في بث مباشر مع الأسطى طه
أشهر ميكانيكي كفيف ببني سويف: لم أعرف اليأس.. وأصررت على الإنفاق على أسرتي حتى آخر نفس
«وبعد فقداني بصري، لم يتسلل اليأس إلى قلبي، واستمريت في عملي لكي أربي أولادي الستة بالرزق الحلال، حتى قمت بتعليمهم وزواجهم وعلمت منهم اثنين أيضا المهنة، ومنذ أربعين عاما وحتى اليوم، أخرج من منزلي في حي الغمراوي بمدينة بني سويف إلى مركز أهناسيا لكى أعمل فى الورشة، ويعمل معي في الورشة صبي يساعدني لكى في مناولة المفاتيح أو أى شىء يخص الشغل، ويتعلم المهنة، مثله مثل باقى الصنايعية الكبار حاليا، الذى علمتهم أيضا وأنا كفيف»، بحسب الميكانيكي السبعيني.
«ناس كثيرة بستغرب بشتغل إزاي أو أعرف العيب اللي في السيارة ازاي، الحمد لله ربنا عطاني بصيرة أول ما صاحب السيارة ييجي ويقول على العيب أو العطل اللى فيها، وبسبب خبرتي بعرف سبب المشكلة اللى فيها بالظبط وأقوم بإصلاحه، مع ملاحظة أن بعض الزباين ينتظروني في حال عدم تواجدي لأي ظرف ما لثقتهم في»، هكذا يتحدث «عباس» عن موهبته في العمل.
نجل الأسطى طه: والدي رفض الراحة حتى الآن
أشرف طه عباس، نجل الأسطى طه، قال إنه أكبر أشقائه، وكان يبلغ من العمر 8 سنوات، عندما فقد والده بصره، حيث إنه وأشقاءه فى ذلك الوقت لم يدركوا ولم يشعروا بما حدث مع والدهم، إلى أن كبروا، وعلَّمهم وزوَّجهم، وطلبوا منه أن يجلس فى بيته، ولكنه رفض.