التسريبات المفبركة الأخيرة التى نجحت وزارة الداخلية -ولها كل الشكر والتقدير- فى كشف ملابساتها، لم تكن كغيرها من الشائعات، ويمكن اعتبارها نقلة نوعية فى أداء الكتائب الإلكترونية لجماعة الإخوان الإرهابية ومن يواليها من المتأسلمين.
ومنذ عام 2013 استهدفت الجماعة الدولة المصرية بالشائعات التى اعتبرتها سلاحاً قد يكون الأقوى تأثيراً فى تلك المرحلة التى أعقبت ثورة 30 يونيو وإسقاط حكم المرشد، لخفض الروح المعنوية للمصريين، وتحقيق الفوضى الممنهجة، بعد عجزها عن فرض وجودها بالإرهاب المسلح بفضل القدرات القتالية العالية لقواتنا المسلحة، وكفاءة الأجهزة الأمنية، ووفقاً لتقارير مجلس الوزراء فإن الشائعات التى بلغت ذروتها العام الماضى 2020، استهدفت أولاً الإضرار بالاقتصاد المصرى والتأثير على مناخ الاستثمار، ثم قطاع الصحة خاصة مع ظهور فيروس كورونا، وتنوعت الشائعات مثل انتشار البنزين المغشوش والمخلوط داخل بعض محطات الوقود، ومرور مصر بأزمة مالية وعجزها عن رد ودائع الدول المستحقة لديها، ومصادرة العقارات التى لم يسدد أصحابها الضريبة العقارية، وتقليص مساحة الأراضى المزروعة بالقمح وطرح مناقصة لشراء قمح بمعدلات غير مسبوقة من الخارج، وبعد نجاح الحكومة فى الرد على الشائعات دورياً كل أسبوع، ومع مرور الوقت، وأمام النقلة النوعية الملموسة لوعى الشعب المصرى، وانكشاف الأكاذيب الإخوانية تباعاً، كانت النقلة النوعية للشائعات.
الشائعة هذه المرة استهدفت مؤسسة الرئاسة وليس الرئيس.. فالرئيس نفسه أمام المصريين الآن موثوق فى نزاهته وأمانته وصدقه، إذاً هو رقم صعب فى معادلة التشكيك، والحل جاء فى استهداف مستشاريه.. وانكشفت اللعبة بأسرع من التوقعات.
إنها نقلة نوعية «عبيطة» عبر سلاح فاسد ارتدَّت رصاصته فى صدر من أطلقها، لكنها ليست النهاية، فالتنظيم الدولى للإخوان ما زال يحاول تغيير أجندة الشائعات، وإعادة تنظيم كتائبه الإلكترونية للهجوم على الدولة المصرية وبث الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعى وعشرات الآلاف من الصفحات «المضروبة» والحسابات الوهمية لجهات حكومية واستغلالها فى نشر أخبار ومعلومات غير صحيحة، ونَسب تصريحات خاطئة ومعلومات مثيرة للجدل لوزراء ومسئولين، وتداول فيديوهات وصور مفبركة لا تمت للواقع بصلة، ونسبها لجهات رسمية بعد اقتطاعها من سياقها، واستغلال «الشعار» الخاص بالمواقع الإلكترونية الموثوقة ومن بينها مواقع الصحف الأكثر انتشاراً ومصداقية لنشر وفبركة أخبار غير صحيحة.
وللعلم فقط، فإن التنظيم الدولى يمتلك 7 شركات عالمية متخصصة فى العلاقات العامة وإدارة السوشيال ميديا والمواقع الإلكترونية، كلها فى حالة «نفير عام» لنشر الشائعات والأكاذيب والاستهزاء بإنجازات الدولة والتشكيك فى المشروعات القومية وغيرها من الملفات التى تعمل عليها تلك الكتائب الإرهابية، والتى تمدها شبكات التنظيم فى عدد من الدولة بالمعلومات والصور المفبركة، والتى يتم تركيبها باحترافية شديدة لتحقيق أهدافها الخبيثة، وللعلم أيضاً، هذه الشركات السبع مدعومة من عدد من الدول بمليارات الدولارات، من أجل إنجاح المخطط لها. يوماً بعد يوم، يؤكد أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية ومن على شاكلتهم من المتسترين بالدين صحة موقف الشعب المصرى منهم بالثورة عليهم فى 30 يونيو 2013، فهم من ينطبق عليهم حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن علامات المنافق «آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان».