فى السابعة صباحاً يأتى صوت عذب من أحد شوارع الدقى، يعلو كلما تقترب منه، حتى تلمح مصدره، طفل فى الثالثة عشرة من عمره، يحمل حقيبة بها مناديل ورقية وبعض الحلوى يبيعها للمارة، مرتلاً آيات من الذكر الحكيم، فيلتفت إلى صوته العذب جميع من حوله.
يوسف عيد، 13 عاماً، يقطن منطقة الحوامدية بمحافظة الجيزة، يعمل مع والده كعامل بناء إلى جانب دراسته، وفى وقت فراغه يخرج ببضاعته البسيطة: «بحب أشيل مسئولية نفسى وأشتغل مع بابا، ولو خلصت شغل مع بابا ومش عندى مذاكرة أو دروس، باخرج بشنطتى أكمّل شغل بالبضاعة، عشان أبقى راجل قد المسئولية، ليا 3 إخوات أنا أكبرهم، باشتغل مع والدى كل يوم اتنين وأربعاء عشان دى أيام اجازتى من دروسى، وباقبض 50 جنيه فى اليوم من أبويا، باجيب كل اللى نفسى فيه».
حظىَ «يوسف» بتشجيع من شيخه لحفظ القرآن وترتيله: «أول ما رُحت أحفظ قرآن عند الشيخ بتاعى، بدأ يتابع صوتى وبقى يشجعنى وقال لى عايزك تكمل، عشان بعد كدا تشتغل مُحفِّظ قرآن معايا، وبقى يخلينى أقف إمام بالناس فى الجامع عندنا، تشجيعه ليا إدانى ثقة فى نفسى، وبقيت طول مانا قاعد فاضى أو ماشى فى الشارع أو فى الشغل مع أبويا بافضل أقرأ، بحب أسمع الشيخ عبدالباسط والعفاسى، وباتابع طريقة تلاوات كتيرة وأتعلم منها». وعن سمعة «يوسف» فى مدرسته وسط زملائه ومعلميه، يحكى: «فى المدرسة أنا مميز وسط أصحابى، ومسئول عن تلاوة القرآن فى الإذاعة المدرسية، وبابقى فخور جداً لما بيسقّفوا ليا والمدرسين بيحبونى، وأخدت جوائز كتيرة فى مسابقات القرآن عندنا فى البلد، وفى رمضان بصلِّى القيام بالناس، وبابقى مبسوط إنى لسه صغير وكل الناس دى بتقف تصلى ورايا».
تعليقات الفيسبوك