أحمد.. دخل مستشفى دمنهور مصابا وخرج منه جثة بسبب "معندناش قسم للحروق"
في صباح أربعاء عادي، انطلق التلميذ إلى مدرسته، حيث ينتظره "أتوبيس المدرسة" على مقربة من منزله، تقبله أمه مستودعة إياه، وشيئًا ما في قلبها يحدثها أنه صباح غير مطمئن.
لم تمر الساعة ولم يأت موعد الحصة الأولى بعد، التي اعتادت فيها أن تطمئن على وصول ابنها إلى فصله، لكن اتصالًا هاتفيًا عاجلها "إحنا آسفين يا مدام بس ابن حضرتك في المستشفى.. الباص بتاعه عمل حادثة".
خرجت الأم مهرولة إلى مستشفي دمنهور العام تبحث عن ابنها، الذي لا تعلم حالته "ابني فين.. فين أحمد"، هكذا رأتها الطبيبة "نهلة سمك" على باب قسم الطوارئ في المستشفى، ولم تعرف الطبيبة الشابة "أحمد"، ولم تجد مع أي من التلاميذ ورقة تحمل بعضًا من اسمه، فلم تعرف كيف تواجه الأم بحقيقة أنها لا تستطيع أن تفرق بين أحمد أو محمود أو بيشوي أو يوسف، بقولها: "مع الأسف إحنا مش عارفين هويات الطلبة لأن الجثث متفحمة والمصابين كل أوراقهم اتحرقت".
لم تستطع الأم المكلومة، الدخول لمشرحة المستشفى للتعرف على جثة ولدها، وسقطت مغشية عليها من هول الكلمة، التي سمعتها آذانها "معظم الأمهات اللي جم يشوفوا ولادهم اتحجزوا في المستشفى بعد إصابتهم بانهيار عصبي" .
"المستشفى مفيهوش قسم للحروق، وحالات الحروق هتتنقل كلها المستشفى العسكري وحالة واحدة ماتت وهي بتتنقل لمستشفى الجامعة وأخرى ذهبت بكسر في الفك".. هكذا يؤكد الدكتور عبدالفتاح المنيسي، مدير مستشفى دمنهور العام على مقدرة المستشفى على مواجهة مثل هذه الكوارث.
وقال "المنيسي": "المستشفى مجهز طبيًا على أعلى مستوى، لكن مع الأسف ليس لدينا قسم للحروق وده صعب علينا المواجهة السريعة للحادث"، مشيرًا إلى أن هناك 18 حالة وفاة بسبب تفحم الجثث و13 إصابة تم نقلها للمستشفى العسكري بالإسكندرية وحالة توفت عند نقلها، قائلًا: "حالات الحروق خطيرة وربنا يستر".