على نقيض العهد القديم، كتاب اليهود، الذى أساء إلى أنبيائه، إذ بالقرآن الكريم تحمل سور كاملة فيه أسماء الرسل والأنبياء، ومنهم أنبياء لبنى إسرائيل. سور: الأنبياء، ويونس، وهود، ويوسف، وإبراهيم، ونوح، ومريم، وإذ بالقرآن الحكيم يتحدث عن الأنبياء السابقين، بمن فيهم أنبياء بنى إسرائيل، بكل توقير وإجلال وتكريم.
«إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدهِ».. (النساء: 163).
«وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ».. (الأعراف: 59).. «فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِى الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً عَمِينَ».. (الأعراف: 64).
«إِنَّ اللهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ» (آل عمران: 33).
«شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِى أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ».. (الشورى: 13).
«سَلَامٌ عَلَىٰ نُوحٍ فِى الْعَالَمِينَ».. (الصافات: 79).
وفى رعايته سبحانه وتعالى لنبيه هود وقد حمل دعوة التوحيد إلى قومه عاد:
«فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ».. (الأعراف: 72، وهود: 58)... كذلك رعايته سبحانه وتعالى لنبيه صالح الذى حمل دعوة الهداية والتوحيد إلى قومه ثمود: «وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِى أَرْضِ اللهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِى الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللهِ وَلَا تَعْثَوْا فِى الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ * قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِى آمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ * فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ * فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِى دَارِهِمْ جَاثِمِينَ * فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّى وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ» (الأعراف: 73 - 79).
يصف القرآن المجيد كيف نجَّا الله نبيه صالحاً والذين آمنوا معه فيقول: «فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ».. (هود: 66).
يمضى القرآن فيورد كيف كانت رعاية الله تعالى لأنبيائه وكيف كانت لنبيه لوط الذى نجَّاه وأهله إلا امرأته التى كانت من الغابرين (الأعراف: 83)، ولنبيه شعيب الذى كذبه قومه: «فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِى دَارِهِمْ جَاثِمِينَ».. (الأعراف: 91).. «وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا».. (هود: 94).
وعن أبى الأنبياء إبراهيم الخليل يقول عز من قائل: «وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِى الدُّنْيَا وَإِنَّه فِى الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ» (البقرة: 130).. «وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً».. (النساء: 125).. «إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ» (هود: 75).. «وَاذْكُرْ فِى الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَبِياً» (مريم 41).. «سَلَامٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ» (الصافات: 109).. «إِنَّ هَذَا لَفِى الصُّحُفِ الْأُولَىٰ. صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ» (الأعلى: 18، 19).
ولم يتحدث القرآن الكريم عن موسى الكليم إلا بكل توقير وإجلال.
«وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ» (البقرة: 53).. «وَآتَيْنَا مُوسَىٰ سُلْطَاناً مُبِيناً» (النساء: 153).. وموسى الكليم الذى ذكر فيه القرآن الحكيم: «وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَىٰ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ. ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ. وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ» (البقرة: 51 53).. «وَلَقَدْ جَاءَكُم مُّوسَىٰ بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدهِ».. (البقرة 92).. «وَاذْكُرْ فِى الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصاً وَكَانَ رَسُولاً نَبِياً».. (مريم: 51).. «سَلَامٌ عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَارُونَ».. (الصافات: 120).. «وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَىٰ تَكْلِيماً» (النساء: 164).
«قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِى جَاءَ بِهِ مُوسَىٰ نُوراً وَهُدًى لِلنَّاسِ» (الأنعام: 91).
«ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَاماً عَلَى الَّذِى أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَىْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ» (الأنعام: 154).. «قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنِّى اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِى» (الأعراف: 144).. «وَاذْكُرْ فِى الْكِتَابِ مُوسَىٰ إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصاً وَكَانَ رَسُولاً نَبِياً» (مريم: 51).. «وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ» (الأنبياء: 48).
«وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلاً فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ» (الأنعام: 86).
«وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيَّنَاتِ».. (غافر: 34).. «وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِى الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ».. (يوسف: 21).
«وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِى الْأَيْدِى» (ص: 45).
«وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ» (الأنعام: 85).
«وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ» (الصافات: 123).
«سَلَامٌ عَلَىٰ إِلْ يَاسِينَ» (الصافات: 130).
وعن النبى داود الذى خاض فيه العهد القديم خوضاً غليظاً، وأساء إليه أبلغ إساءة، يتحدث القرآن عنه بأنه الأوَّاب صاحب الفضل والأيدى، وأن الله سبحانه وتعالى قد آتاه «زبوراً».
«وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ» (ص: 17).. «وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً» (الإسراء: 55).
«وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِى بِأَمْرهِ» (الأنبياء: 81).. «وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْماً» (النمل 15).
ويخاطب القرآن الكريم الرسول عليه الصلاة والسلام، فيقول له ربه:
«إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً * وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَىٰ تَكْلِيماً».. (النساء: 163، 164).
ويخاطب القرآن المسلمين فيوصيهم: «قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِىَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِىَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ» (البقرة: 136، آل عمران: 84).