ذاع صيته بين أقاربه وأهالي قريته بـ«الكاتب الكبير»، فهو له قامة عظيمة، ويعد حكيمًا يؤخذ بأرائه، ويستشيره الكثيرون في أمورهم الحياتية، فهو مثال لرجل العلم النابغ وكاتب الأدب والروايات، ورغم أنه قعيد على كرسي متحرك وبائعٍ متجولٍ، لكنه يملك من العلم والمعرفة الكثير، وهو ما يؤهله ليكون صاحب رأي وقرار صائب، بالنسبة له ولجيرانه.
رحلة «جمال» من كاتب روائي إلى بائع كتب متجول
جمال البارودي، 65 عامًا، يعيش بمحافظة البحيرة، كاتب روايات أدبية ومؤلف قصائد شعرية، وحاليًا يستلهم أفكاره من المحيطين به، وسرعان ما يقوم بالكتابة والتأليف وهو يجلس على كرسيه المتحرك، ويفترش أحد الأرصفة يبيع فيها كتب قديمة وعدد وأشكال من السبح: «زمان عملت حادثة وقطعت رجلي اليمين بس كنت بألف كتب، ومشهور قوي، بعدها في 2011 برضه واحد ماشي بالعربية خبطني واضطريت أبتر رجلي، ومن بعدها المرض هدني، وحنيت شوية على حالي، ومبقتش بتحرك أبدا لكن قولت مش هستسلم بقا، وفعلا بدأت أرجع تاني بس ببيع وبفرش على الأرصفة».
«جمال»: «الناس خلاص نسيتني»
يحكي الكاتب «جمال» لـ«الوطن»: «الناس خلاص نسيتني، ومحدش بقى فاكرني وبدل ما كنت الكاتب اللي كل الناس بتقوم من مكانها تقف لي، ويتشرفوا بيا بقوا يقولوا لي يا عم جمال، وأحيانا بيحطوا في إيدي فلوس بيفتكروني قاعد بشحت»، وفي خلال تواجده يوميا وسط المارة والزحام في الشوارع، يقوم بالقراءة والإطلاع باستمرار.
يحرص «جمال» على تذكير الآخرين، إذ يستعرض مؤلفاته القديمة، بل وعرضها لبيعها للمارة، ويذكر أن الرجل الستيني لم يتزوج ويعيش وحيدا، وسط أعداد لا بأس بها من مؤلفات وبعض الكتب الأخرى: «هي دي حياتي وبحب أقرأ واكتب وبحب ألف، وده بيحسسني أني لسه عايش وفيا الروح، وطول ما أنا عايش هكتب».
تعليقات الفيسبوك