مجموعة من المسامير، مطرقة، وبعض الخيوط ذات الألوان الزاهية، وقطعة من الخشب، هي فقط ما يحتاجه ابن بورسعيد، لتنفيذ أعماله المختلفة، ويُخرج لوحات مُبهرة، رسمها بحرفية عالية، بما يعرف بين الأوساط الفنية فن الخيوط الوترية «الاسترنج آرت».
أحمد السعيد، ابن بورسعيد، عشق الرسم منذ صغره، لكنه لا يمتلك الموهبة التي تؤهله لبداية طريق فن الرسم، قائلا: «أنا بحب الرسم جدا.. بس مش عندي الموهبة نهائي.. ومش بعرف أرسم خالص.. ودي كانت مشكلتي في الدراسة»، في أحد الأيام كان أحمد يتصفح صفحته الخاصة على أحد مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، لتقع عينه على أحد المنشورات الخاصة بكيفية تعلم الرسم.
سر تعلم الرسم
«إزاي تعلم ابنك الصغير الرسم».. مضمون منشور شاهده «أحمد» في كيفية تعلم الرسم، كان بمثابة طوق النجاة، وطاقة الأمل التي فُتحت في وجهه، ليعيد شغفه في الرسم، «احتفظت بالصور والخطوات.. وبقيت أتعلم خطوة خطوة كأني طفل صغير لسه بيتعلم» حسب ما رواه لـ«الوطن»، بدأ طريقه في التعلم، تعثر في محاولاته الأولى حتى أتقن رسم الأشكال البسيطة مثل الدائرة، والمثلث بشكل صحيح.
التكرار خلق موهبة «أحمد»
صاحب الـ40 عاما، بدأ الرسم بألوان الشمع، روى: «لقيتني كويس في الرسم بالشمع.. وبدأت ارسم البورتريه بالرصاص.. والفحم ونجحت جدا فيه»، أدرك حينها أن الهواية وحدها لا تكفي أو الموهبة، التطوير والتعلم العلمي والمحاولة الدائمة قادرين على خلق الهواية والموهبة معا.
فن الخيط هدف «أحمد» من البداية
«نجحت في الرسم بس مش هو دا اللي كنت بتمناه.. وأطلع طاقتي فيها» حسب تعبير أحمد، بدأ رحلة البحث عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حتى جذب انتباهه أحد الفيديوهات التي تتحدث عن فن الخيط، ليقرر بعدها أن يسلك طريق هذا الفن، اهتم بتعلم كل ما يكمن داخله، حتى اتقنه.
«أحمد» ينهي لوحاته في 7 أيام
«فن الخيط شدني ومختلف ومش أي حد بيرسم بالمسامير.. وقولت دا اللي كنت عايزه بس مش عارف».. هكذا عبر «أحمد»، بدأ في رسم لوحاته المختلفة التي أبهرت الجميع، غير مصدقين أن هذه اللوحات تخرج من شخص كان لا يستطيع الرسم نهائيا، لاقى الدعم من أسرته ليكمل شغفه، كانت اللوحة الأولى التي يرسمها بالخيط والمسمار هي لأحد الشهداء في بورسعيد، يرسم لوحاته في مايقرب من 7 أيام.
تعليقات الفيسبوك