«من وادى النطرون لسيدنا الحسين».. رحلة حصول عم يوسف على «السوفالدى»
يسير بخطى متمهلة، شاله الأبيض يحمى رأسه من أشعة الشمس الحارقة، تتململ خطاه البطيئة من الوهن، يجلس على ركبتيه فى محاولة لثنيهما ثم فردهما بطريقة مستقيمة علَّ ذلك الإرهاق يروح عنه، لكن تنتهى المحاولات بلا جدوى، فما زال الألم يعصف به بلا جدوى، الحاج «يوسف عبدالسميع» الذى جاء من وادى النطرون بحثاً عن «السوفالدى».
لا يعرف اسم العلاج الجديد، لكنه يعرف أن «الشافى هو الله»، لا يصدق كلام الحكومة غالباً، فهى لم تعطه شيئاً وحين قدمت علاجاً لمرضه «فيروس سى» كان لا بد له من «الشحططة» بحسب قوله «يعنى إيه اللى عايز يتعالج ييجى من أسوان ووادى النطرون وإسكندرية ومطروح لمصر عشان يتعالج.. إحنا مش لاقيين ناكل.. والحكومة حتى مش قادرة توفر لنا العلاج فى محافظتنا وتريّحنا»، ثلاثة أعوام ممتدة لعام آخر من المعاناة مع فيروس سى، فقد خلالها الرجل الذى يعمل باليومية مصدر رزقه الوحيد وخرج سبعة من أطفاله من مدارسهم.
بينما بقى 2 يجاهدان فى مدارسهم ما زالا قادرين على التمسك بحلم باهت «نفسى حد من عيالى يفرحنى بشهادة حتى ولو دبلوم أنا راضى بيها»، المرض الذى غيّر حياة الرجل الخمسينى من الرخاء إلى العوز بات يؤرق أسرته بأكملها، فتقول زوجته «إحنا كنا عايشين مرتاحين وجوزى بيشقى علينا بس بعد المرض كل حاجة راحت»، معاناة المرض لم تكن كافية على عم «يوسف» فقررت الحكومة أن تزيده عناءً من أجل الحصول على «السوفالدى» بحسب قوله «أنا والله كنت عايش على منشطات الكبد اللى الدكاترة بيدوهالى ولما عرفت حكاية الدوا الجديد قالوا لى ابعت على النت وأنا لا أعرف إيه النت ولا حتى أعرف شكله إيه ولولا ولاد الحلال ماكنتش جيت النهارده»، «103» رقمه فى كشف الحجز للحصول على الدواء داخل مستشفى القاهرة الفاطمية «قالوا لى روح شوية وتعالى الساعة 3، قلت أصلى ركعتين فى الحسين عشان ربنا يفك كربى وكرب كل مريض».