أزمة التخلف عن سداد ديون سريلانكا تشعل الاحتجاجات في البلاد
جانب من احتجاجات سريلانكا على الأزمة الاقتصادية (أرشيفية)
أدت الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في سريلانكا، التي بدت أحد مظاهرها أمس، في إعلان التخلف عن سداد ديون سريلانكا، إلى موجة احتجاجات للمطالبة بإقالة رئيس البلاد غوتابايا راجاباكسا، الذي يحمله المتظاهرون مسؤولية أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد منذ عقود.
ديون سريلانكا: 51 مليار دولار 10% منها للصين
ويبلغ مجموع ديون سريلانكا الخارجية 51 مليار دولار، وقد أعلنت سريلانكا أنها ستتخلّف عن سداد مجموع هذه الديون، وسط أزمة اقتصادية كبيرة تظهر في نقص الغذاء والوقود وانقطاع التيار الكهربائي وتضخم متسارع، وأسوأ أزمة ركود منذ استقلال سيرلانكا عام 1948.
وواجهت الحكومة صعوبات كبيرة في تسديد ديون سريلانكا الخارجية، وجاء قرارها المتعلق بالتخلف عن سداد هذه الديون، قبيل مفاوضات حول اتفاق إنقاذ مع صندوق النقد الدولي، سعيا للحيلولة دون تعثر متكرر أكثر خطورة من شأنه أن يجعل سريلانكا تتخلف كليا عن سداد ديونها، وذلك حسبما ذكر تقرير لـ«فرنسا 24».
وقال حاكم البنك المركزي السريلانكي ناندال فيراسينغي: «فقدنا القدرة على تسديد الدين الخارجي، هذا تخلف وقائي عن السداد جرى التفاوض بشأنه، وأبلغناه للدائنين».
سريلانكا تتخلف عن السداد لتمويل استيراد مواد غذائية ووقود
ويشير المسؤولون إلى أن من شأن هذا القرار تحرير مبالغ بالعملة الأجنبية لتمويل استيراد مواد غذائية ووقود وأدوية ضرورية جدا، بعدما ظل الشعب لأشهر يعاني من نقصها.
وتعد الصين أكبر دائن لسريلانكا، حيث تمتلك قرابة 10% من الدين الخارجي لهذه الجزيرة، وتليها في ذلك اليابان والهند. وقد استدانت الحكومة مبالغ كبيرة من بكين منذ 2005 من أجل مشاريع بنى تحتية، أصبحت عبئا عليها.
وعلى سبيل المثال، فقد أجّرت سريلانكا مرفأها الاستراتيجي هامبنتوتا، إلى شركة صينية في 2017، بعد تعثرها عن خدمة الدين البالغ قيمته 1.4 مليار دولار المستحق لبكين، الذي جرى استخدامه لتشييد الميناء.
وأكد المتحدث باسم الخارجية الصينية تشاو ليجيان، أن إعلان التخلف عن سداد ديون سريلانكا لن يمنع الصين من تقديم المساعدة لاقتصاد سريلانكا الغارق في الأزمة.